واشنطن تنشغل بـ "رعاة الأغنام" في الحسكة
في منطقة نائية تقع وسط المثلث الصحراوي بين محافظات "الحسكة - دير الزور - الرقة"، نفذت القوات الأمريكية مساء السبت عملية إنزال جوي بمشاركة "القوات الخاصة" التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، ليتزامن ذلك مع عملية دهم واعتقال في مجموعة من القرى الواقعة في المنطقة نفسها، إلا أن الغريب أن "واشنطن"، باتت تبدي اهتماما خاصة باعتقال وقتل "رعاة الأغنام"، دون أي تفسير لذلك، والتهمة الموجهة إليهم، "موالاة تنظيم داعش".
بحسب المعلومات، فإن القوات الأمريكية نفذت عملية إنزال في منطقة "بئر الجويف"، الواقعة إلى الغرب من مدينة "مركدة"، بريف الحسكة الغربي، لتداهم مخيما لرعاة الأغنام من "البدو"، وتشتبك معهم ما أدى لوفاة ٤ أشخاص، قبل فرار بقية الرجال من المخيم تاركين النساء والأطفال.
المصادر الأهلية التي تواصلت معها "جريدتنا"، تؤكد أن معسكر البدو الذي استهدفته عملية الإنزال الأمريكي، في منطقة "بئر الجويف"، يعود لعائلة من المدنيين الذين يعيشيون على تربية الأغنام، وأن نسب تهم الانتماء أو موالاة تنظيم "داعش"، إليهم أمر غير منطقي، ولم تخرج القوات الأمريكية من المنطقة إلا بعد اعتقال ٣ نسوة بهدف الضغط على من تمكن من الفرار ليقوموا بتسليم أنفسهم، الأمر الذي قد يشعل المنطقة برد فعل من عشائر البدو المقيمة في المنطقة ضد "قوات سوريا الديمقراطية".
ومع الإشارة إلى أن "قسد"، كانت قد داهمت بعملية إنزال وتطويق لقرية "قانا"، في ريف الحسكة الجنوبي قبل أيام لتعتقل ٣ من رعاة اﻷغنام، يبدو من الواضح أن "قسد"، تمتلك شكوكا حول استغلال تنظيم "داعش"، لمربي قطعان المواشي المتنقلين لتمرير كميات من الأسلحة والمواد المتفجرة إلى داخل مدينة الرقة، فيما يؤكد البعض أن إخلاء سبيل من اعتقل سابقاً من قرية "قانا"، يشير إلى أن "قسد"، تواصل تقديم التقارير الكيدية بحق البعض بهدف السيطرة أو سلب ما يمتلكونه من قطعان الماشية، وهذا ما يجعل كامل الاحتمالات مقبولة، في أسباب التشديد الأمني والمكثف على كامل المناطق التي تشهد وجود أعداد كبيرة من المواشي.
في الوقت نفسه، تواصل "قسد"، مدعومة بسيارات مصفحة من التحالف الأمريكي، عملية مداهمة قرى مثلث أرياف المحافظات الشرقية، وعلى الرغم من أن قرى مثل "رويشد - أبو خشب - أبو فاس - عظمان"، تعتبر من أولى المناطق التي سيطرت عليها "الوحدات الكردية"، ثم انسحبت منها لصالح انتشار بـ "قوات النخبة" التابعة لـ "تيار الغد"، بقيادة رئيس الائتلاف المعارض الأسبق "أحمد الجربا"، إلا أن توجيه تهمة "موالاة داعش"، كانت الأساس لاعتقال ٣٥ شاباً من سكان هذه القرى.
غالباً ما تترافق عمليات المداهمة التي تنفذها "قوات سوريا الديمقراطية"، بعملية سطو على ممتلكات المدنيين في المنازل التي تتم مداهمتها، ويؤكد السكان في القرى المذكورة، أن أموالاً ومصاغا ذهبيا تمت مصادرته من قبل القوات المنفذة للعملية وبمشاركة من القوات الأمريكية، وغالبا ما تكون عملية التفتيش بحجة البحث عن الأسلحة التي قد تتواجد بكميات "فردية"، في بعض المنازل أو المزارع النائية، علما إن السكان عادوا لشراء الأسلحة من الأسواق التي افتتحها قادة "الآسايش"، في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي إبان سيطرة "قسد"، على بلدة "باغوز فوقاني"، التي كانت آخر معاقل تنظيم "داعش"، في مناطق شرق الفرات.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: