Tuesday November 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"قسد" و"داعش" وجهان لأسلوب واحد !

"قسد" و"داعش" وجهان لأسلوب واحد !

عمار الشبلي

منذ سيطرتها على مدينة "الرقة" وريفها الشمالي عام 2017م، عملت ميليشيا "قسد" على تجنيد الأطفال في صفوفها وزجهم في معاركها ضد تنظيم "داعش".

منظمة "هيومان رايتس ووتش" وفي تقرير لها عام 2018، قالت «إن وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية، تواصل تجنيد الأطفال بما يشمل الفتيات، وتستخدم بعضهم في الأعمال القتالية».

وذكرت المنظمة «أن بيانات الأمم المتحدة أظهرت زيادة ملحوظة ومقلقة في تجنيد الأطفال من قبل وحدات حماية الشعب في العام الماضي، مشيرة إلى أن ذلك يشمل أطفال العائلات في مخيمات النازحين التي تسيطر عليها».

"جريدتنا" حصلت على فيديو "خاص" تم تصويره في "مقر العلاقات العامة" التابع لـ"قسد" يُظهر عشرات من الأطفال بالزي "العسكري"، وهم تحت تأثير "الحشيش" يرقصون على أغنية شعبية فيما تظهر أسلحتهم مُعلقة على الجدار، ولن نقوم بنشره حرصاً على سلامة المصدر.

منظمة حقوقية ذكرت في وقت سابق عن إحدى الأمهات قولها إن «ابنها البالغ من العمر 16 عاماً عندما جُنّد، كان له دور قتالي وتوفي أثناء قتال المجموعة لاستعادة مدينة الرقة، كما نقلت إن إحدى "المجندات السابقات" لدى "قسد" أنها شاهدت فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و17 سنة في التدريب».

إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية لـ"جريدتنا" «أن "قسد" تعود بنا بالذاكرة للفترة التي هيمن فيها تنظيم "داعش" على الرقة وبدأ باستقطاب الأطفال بطرق مختلفة وزجهم في صفوفه للقتال».

وفي "الرقة" و"دير الزور" جند تنظيم "داعش" نحو ألفي طفل -إحصائية غير دقيقة- وأسماهم "أشبال الخلافة"، وأوكل إليهم مهام قتالية وعمليات إنتحارية وظهروا بالعديد من "إصدارات التنظيم" يقومون بتصفية عدد من جنود "الجيش السوري" وبعض المدنيين الموالين لهم.

 

التجنيد القسري والخطف

اختفت الطفلة "آفين صاروخان" البالغة من العمر (12 عاماً) أثناء ذهابها إلى مدرستها في بلدتها "الدرباسية" التابعة لمحافظة "الحسكة" في تشرين الثاني 2017 ولم تعد إلى أسرتها، وقال شهود من المنطقة بأن سيارة تابعة لـ "pkk" اختطفتها واثنان من زميلاتها، وعلم والداها لاحقاً أنها على إحدى جبهات دير الزور، بعدما نشر حساب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تابع لـ"قسد" صورة لها بين مجموعة فتيات. 

وتنشر "قسد" كل بضعة أيام حواجز "طيّارة" في المدن التي تسيطر عليها لإعتقال الشباب والأطفال وسوقهم إلى "التجنيد القسري" في صفوفها بعدما فشلت محاولات استقطابهم الطوعية ومحاولة تنظيم " شعب تجنيد" مايسمى "الحماية الذاتية".

وأثناء البحث عن الذين اختطفتهم "قسد" وضمتهم للقتال تبين أن معظم المختطفين هم من الفتيات الكرديات القُصّر وأغلبهنّ اختطفن لصالح معسكرات "جبل قنديل" المتعصبة للقومية "الكردية" كما حدث مع الطفلة "عويش بنت محمد بوظان" من مواليد 2002م، وهي من قُرى ريف مدينة "عين العرب" شمال "حلب" والطفلة "آفين صاروخان" من ريف الحسكة.

أسماء حركية وعزل عن العالم

حسب "النعوات" على صفحات إعلام "قسد" شهادات الأهالي يُعطى مقاتلوها أسماء حركية مبني من اسم ذو معنى "كردي" يُلحق بمدينته أو قريته مثل "أفيندار عفرين"، ويُمنع التعامل والتصريح عن الأسماء الحقيقية في الثكنات والحواجز، بهدف منع تتبعهم من قبل أهاليهم والمنظمات الحقوقية وإعادتهم لعائلاتهم.

معظم أهالي الأطفال المختطفين وجهوا مناشدات عبر وسائل التواصل الإجتماعي لمساعدتهم للبحث عن أبنائهم مؤكدين تواصلهم مع "قسد" التي نفت وجودهم لديها، لكنهم ظهروا لاحقاً على جبهات القتال في صفوف "قسد" التي أصدرت بياناً أكدت فيه منعها لتجنيد الأطفال على خلفية تقارير منظمات أممية و حقوقية في تشرين الثاني/2018، لكنها لا تزل ماضية في تجنيد الأطفال على أرض الواقع.

التجنيد للتعفيش والسرقة

إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية معارضة «أن قسد لجأت إلى إيجاد صيغ أخرى جديدة في التعامل مع الأطفال، والاستفادة القصوى منهم في ميادين أخرى، أبرزها زجهم في معركة "التعفيش والنهب" التي تتبعها منذ أن سيطرت على الرقة».

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر خاصة في مدينة الرقة عن قيام "قسد" باعتقال عدد من الأطفال في المدينة، بغية تجنديهم لتنفيذ عمليات "تعفيش" لمنازل المدنيين في المدينة وريفها.

وأضافت المصادر، إن «عناصر "قسد" المتواجدين في حاجز "الثكنة" قرب بنك "بيمو"، والذين يتخذون من منزل رئيس "الأمن السياسي" سابقاً، مقراً لهم، يعملون على تجنيد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة، لسرقة منازل المدنيين».

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: