Saturday November 30, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

القوى العاملة في سوريا.. النساء أكثر عدداً.. فماذا عن الذكور ؟!

القوى العاملة في سوريا.. النساء أكثر عدداً.. فماذا عن الذكور ؟!

كشفت بيانات القوى العاملة في سوريا، دلالات على الظواهر الاجتماعية الواسعة التي تعصف بالمجتمع السوري، والتي تتخلص في رقمين أساسيين حول  وضع النساء الشابات، ونقص الشباب الذكور، فالنساء أكثر عدداً وأكثر بطالة، والقوى العاملة الشابة من الذكور تقلصت بمئات الآلاف، حيث  هنالك جيل كامل ممن هم اليوم شباب الأزمة السورية، تعرّض لصدمة اجتماعية واسعة طالت أسس بناء المستقبل، والقدرة على العمل.

النساء هم أغلبية في المجتمع السوري اليوم بحسب دراسة أجرتها صحيفة "قاسيون" المحلية، ومن القوى البشرية التي تشمل من هم فوق 15 عاماً تشكّل النساء نسبة 54%، ومع ذلك فإن النساء المشتغلات في أعمال نظامية لا يتجاوزن نسبة: 20%، إذ تعمل في الأعمال النظامية السورية 760 ألف امرأة فقط.

وبالمقابل، فإن العاطلين عن العمل هم بغالبيتهم من النساء ويشكّلن نسبة 74% من العاطلين عن العمل، معظمهنّ شابات بين عمري 20-34. ووفق الأرقام الرسمية فإن 775 ألف شابة مسجّلات رسمياً كعاطلات عن العمل!

إن نسبة التعليم بين النساء مرتفعة والطالبات أكثر عدداً من الطلاب، وبالمقابل، فإن السوق السورية بطبيعة أعمالها تُشغّل الذكور من حملة الشهادة الابتدائية وما دون، وهؤلاء يشكّلون نسبة 40% تقريباً من المشتغلين في سوريا، إنّ هذه المفارقة بين طبيعة الأعمال التي تتطلب مهارات عضلية أكثر مما تتطلب معارف علمية تؤدي عملياً إلى بطالة واسعة بين النساء والشابات تحديداً، ولتكون 760 ألف امرأة شابة عاطلة عن العمل!

تعمل هؤلاء الشابات أعمالاً متقطعة وغير نظامية بأجور أقل من الوسطي، من الدروس الخصوصية إلى العمل المؤقت في المحال التجارية وقطاع الخدمات، وصولاً إلى عمل الشابات في الورش غير النظامية والأعمال الزراعية الموسمية والخدمات المنزلية وغيرها... أوضاع غير مستقرة لمئات آلاف الشابات المحتاجات للعمل، واللواتي لا توفّر لهن سوق العمل الحالية إمكانات عمل كريمة.

الرقم الصادم التالي هو النقص الحاد في شريحة القوى العاملة الشابة من الذكور، وتحديداً في الشريحة بين عمري 25-44 سنة، فإن أعداد الإناث أكثر من أعداد الذكور بمقدار 730 ألف. وهو ما يدل على الحد الأدنى من النقص في عدد الذكور، إذ إن هؤلاء المولودين بين عامي 1975- 1995 تقريباً كانت أعدادهم كمواليد متقاربة مع أعداد المواليد الإناث، بل في العديد من السنوات كانت أعداد المواليد الذكور أعلى في سورية.

730 ألف شاب غير موجودين ضمن عداد القوى العاملة، والأسباب هنا عديدة، أوّلها وأهمها: الهجرة لهذه الشريحة الواسعة. وثانياً: عدم القدرة على تأسيس مستقبل وإعالة أسر في ظروف الدخل السوري، الأمر الذي شكّل دافعاً أساسياً للجوء وهجرة ملايين السوريين.

المصدر: صحف

بواسطة :

شارك المقال: