النداف يحوّل الخبز لمفاضلة موازي!

ناديا سوقية

"أول الرقص حنجلة" لم ينس وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عاطف النداف "نَفَس" وزارة التعليم العالي بعد، فأصدر قرار برفع سعر الخبز السياحي والصمون كما كان يرفع معدلات القبول الجامعي سابقاً.

نبوءات الطلاب الجامعيين صدقت اليوم في تبريكاتهم للوزير على مواقع التواصل الاجتماعي بعد استلام منصبه الجديد، عندما قالوا ساخرين إن "أولى قراراته ستكون بتسعير ربطة الخبز بـ١٠٠ لطلاب العام وبـ١٥٠ ليرة للموازي والمستنفذ مابيطلعلو".

في حين كان القرار بالواقع أن يُحسم سعر الصمون الطري بـ٤٠٠ والقاسي بـ٤٥٠ والخبز السياحي بـ٣٥٠ والكعك بـ٨٠٠ والكعك بسمسم بـ٨٥٠ ليرة سورية.

وهنا لا بد من التساؤل من يستهدف هذا القرار؟.. إن كان المواطن السوري الذي يقف ٤ ساعات يوميا ليحصل على الخبز العادي، قد نسي طعم الصمون أصلا، وأما الكعك فهو بمثابة حلم وردي يخجل أن يطلبه منه أطفاله.

ربما كان الهدف من ذلك نسف التمرد على واقع سَمَار الخبز الحكومي للمواطنين الذين تسول إليهم أنفسهم شراء الخبز السياحي حتى لو غصوا بسعره المرتفع.

القرار الجديد مفاجئ لكنه لن يسبب ثورة لأن لا جياع مستهدفين منه.. ولم تقم ثورات للمتخمين عبر التاريخ، فارتفاع سعر ربطة الخبز السياحي لم تلوّح به الوزارة من قبل بل كان الخبز المدعوم هو ملك الشائعات بين النفي والتأكيد الذي ختم به الوزير السابق عبد الله الغربي.

بهذا القرار ينضم النداف إلى أعظم الملفات التاريخية "المُسيّسة" عن مادة الخبز إذ إنه وكما فعلت الملكة الفرنسية "ماري أنطوانيت" التي دعت إلى تناول الكاتو، لم يدع حلاً بديلاً عن الخبز إلا برفع سعر الصمون.. وإن كان "سعد الحريري" قد نسي سعر ربطة الخبز في بلده، فالنداف لم يتذكر أن الخبز السياحي أصبح من ذكريات المواطن السوري أصلاً.

المصدر: خاص

بواسطة :