ملح ع الجرح.. سلسفيل اللغة الإعلامية الملعون!
كثر في الآونة الأخيرة كسر اللغة العربية، ولعنُ سلسفيل سلسفيلها على قنواتنا الفضائية وإذاعاتنا، وسواء أكان ذلك جهلاً أم عن عمد، ففي كلا الحالتين نعيش أزمة لها أول ما لها آخر، والنصيحة التي كانت بِجَمَل، نتمنى أن تصبح موضع التطبيق، وألا يُفتح البث أمام أي أحد إلا بعد دورة في اللغة العربية نحواً وصرفاً وبلاغةً، فعلى قناة "سورية دراما" الموقرة، وحسبما نقلت الإعلامية المتألقة نهلة سوسو على صفحتها الزرقاء، قرأت المُقدِّمة في الفقرة الصباحية مادة عن آلة البوق الموسيقية، لكن قراءتها لها جعلتنا نُفكِّر هل ما زالت تلك الفتاة بأسنانٍ لبنية حتى تخطئ في أربعة سطور أربعين غلطة، أم أنه لم يمر عليها في فترات دراستها أي بديهية لغوية.
الأمر ذاته يدفعنا -كي نُعفى من هزَّات البدن الصباحية- لإرسال رجاء خاص إلى السيدة "وفاء الأسعد" مديرة القناة، بالاكتفاء بعرض المادة مكتوبةً لنقرأها بالعيون وفي هذا نحافظ على ذواتنا من الأضرار اللغوية والأذيّات السمعية التي تُصيبنا، ويجعلنا نتساءل: ألم يعد بعدَ كل الفظائع اللغوية، التي نسمعها في إعلامنا، شخصٌ واحدٌ في أي مكان يستطيع تصويب هذه الفظائع؟ أو بالحد الأدنى أليس هناك من إنسان مهتم بإمكانه أن يضع حدَّاً لهذه الكوارث البشرية المفروضة علينا صوتاً وصورة؟ ألا يكفينا المستوى الثقافي الرَّديء لأولئك المقدمين الذين يتعرَّفون على ضيوفهم وعلى المواد المكتوبة لهم من قبل المعدين على الهواء مباشرةً، وكأنهم في صبحية نسوان؟!
وحتى لا نُتَّهم بأننا متحيزون ضد إعلامنا الوطني، ننوِّه إلى أن الموضوع على قناة "سما" مثلاً ليس أحسن حالاً، ففي إحدى المرات أتعبت المذيعة نفسها وهي تتحدث عن "نجوى كرم" إذ قالت ولا أزل عليكم بحرف: «البعض انتقد أقدامها على عملية تجميل». لاحظوا «أقدامها» بالله عليكم، والله فإن رماد "سيبويه" انتفض في التراب حين سمعها، وكأن ثمة سياسة جديدة في المُقدِّمات التلفزيونيات، تؤكد على أهمية جهلهم باللغة العربية، مع التركيز على قاعدة أساسية تقول: "همزة من فوق.. همزة من تحت.. مو مشكلة نهائياً"، وعلى هذه القاعدة بإمكانك أن تقيس، "فاعل مرفوع، فاعل منصوب، ما بتفرق"، "مضاف إليه مجرور، مضاف إليه منصوب، فخّار يكسر بعضو"، "تمييز منصوب، تمييز مرفوع، كل الدروب بتودي ع الطاحون".
شارك المقال: