Monday November 25, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

لماذا يلجأ الناس إلى «نظرية المؤامرة» في زمن الأزمات؟

لماذا يلجأ الناس إلى «نظرية المؤامرة» في زمن الأزمات؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً حول أسباب انتشار نظريات المؤامرة في أوقات الأزمات، كما يحدث الأن مع تفشي وباء كورونا.

وقالت الصحيفة إن تفشي فيروس كورونا تسبب في فيض من نظريات المؤامرة، والتضليل والدعاية، مما أدى إلى تآكل ثقة الجمهور وتقويض مسؤولي الصحة بطرق يمكن أن تطيل الوباء أو تتجاوزه.

واعتبرت الصحيفة أن سبب ذلك يعود إلى الرغبة في الاعتقاد بأن المرء المطلع على المعرفة الممنوعة يقدم مشاعر اليقين والسيطرة وسط أزمة قلبت العالم رأساً على عقب.

وترى الصحيفة نقلاً عن علماء النفس أن الشائعات تنتشر من قبل الأشخاص العاديين الذين طغت كلياتهم النقدية ببساطة على مشاعر الارتباك والعجز، كما يتم الترويج لهذه الشائعات أيضاً من قبل الحكومات، التي تتطلع إلى إخفاء إخفاقاتها، والجهات الحزبية التي تسعى للحصول على منفعة سياسية.

وقالت الصحيفة إن جميع نظريات المؤامرة تحمل رسالة مشتركة ألا وهي: «الحماية الوحيدة تأتي من امتلاك الحقائق السرية التي لا يريدون منك سماعها».

وقالت كارين م. دوغلاس، وهي طبيبة نفسية اجتماعية للصحيفة: «ينجذب الناس إلى المؤامرات لأنهم يعدون بإشباع دوافع نفسية معينة مهمة للناس، أهمها: السيطرة على الحقائق، والاستقلالية على رفاهية المرء والشعور بالسيطرة».

وأفادت دراسة حديثة بأن حجم المعلومات الخاطئة المنتشرة في أعقاب جائحة Covid-19 يربك كافة الفرق العلمية.

وتنتشر منشورات إنستغرام بصورة كبيرة بشكل خاطئ، مثل أن بيل غيتس هو من يتولى تطوير علاج كورونا بدلا من شركات الأدوية.

كما زعمت منشورات فيسبوك كاذبة أن قوات سرية أمرت نقل المرضى بطائرات هليكوبتر سرا إلى ولاية ألاباما.

وفي أمريكا اللاتينية، انتشرت شائعات لا أساس لها من الصحة بأن الفيروس تم تصميمه لنشر فيروس نقص المناعة البشرية.

وضجت وسائل الإعلام الإيطالية بمقطع فيديو نشره رجل إيطالي من طوكيو ادعى فيه أن الفيروس التاجي قابل للعلاج ولكن المسؤولين الإيطاليين «يخفون الحقيقة».

تدعي مقاطع فيديو أخرى، شائعة على موقع يوتيوب، أن الوباء بأكمله عبارة عن خيال للسيطرة على السكان.

نظريات المؤامرة قد تجعل الناس يشعرون بالوحدة بشكل أقل، وخاصة الأجانب والأقليات، وكلاهما يشعران أنهما كبش فداء متكرر من شائعات فيروس كورونا المستجد وغيرها الكثير الآن.

وحذرت "نيويورك تايمز" من أن بعض الحكومات قد تجد نظريات المؤامرة فرصة لكي تستغل الارتباك الناجم عنها لتحميل أطراف أخرى وخارجية مسؤولية الوباء.

وقالت الصحيفة: «بعض الحكومات، قد تلجأ بسرعة من أجل الترويج لادعاءات كاذبة يمكنها أن تخلصهم من شبح الانتقاد من معارضيهم السياسيين».

 

وبالفعل ظهر ذلك في تصريحات مسؤول صيني بارز ادعى بأن الفيروس قدم إلى الصين من قبل أعضاء في جيش الولايات المتحدة، وهو اتهام سمح له بالازدهار على وسائل التواصل الاجتماعي التي تسيطر عليها الصين بشدة.

فيما كتب ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة المناهضة للمهاجرين في إيطاليا، على تويتر أن الصين ابتكرت "فيروس رئوي" من "الخفافيش والفئران".

وقالت الصحيفة نقلاً عن باحثين أن الولايات المتحدة والصين قامتا بتغذية المؤامرات الفردية والمؤامرات الأوسع، خاصة فيما يتعلق بأن المصادر والبيانات الرسمية لا يمكن الوثوق بها، والاعتقاد المتزايد بأن الناس يجب أن يجدوا الحقيقة بأنفسهم.

ويحذر الخبراء من أن عواقب الشائعات لا يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوباء فحسب، بل تجعله مستمرا وغير قابل للنهاية.

المصدر: وكالات

بواسطة :

شارك المقال: