Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سوريا.. على هذه الأرض ما يستحق الحماية!

سوريا.. على هذه الأرض ما يستحق الحماية!

 

حزيران صيف 2011..

كان قد مرّ نحو 100 يوم على اندلاع شرارة الأحداث في سوريا.. حينها كان فلاديمير بوتين رئيساً لوزراء روسيا، وقال من باريس: «ليست لدينا مصالح خاصة في سوريا، لا نملك قواعد عسكرية أو مشاريع كبيرة، لا استثمارات بالمليارات، ولا يوجد شيء خاص يستحق الحماية».

تسارعت الأحداث.. وفي مثل هذا اليوم من العام 2015 تدخلت روسيا عسكرياً في سوريا.. وبعد 6 أعوام من التدخل، وجب على بوتين أن يعدّل أقواله!.

سوريا.. على هذه الأرض ما يستحق الحماية!

الثلاثون من أيلول.. 2015: وعلى وجه السرعة، (خمسون) 50 طائرة ومروحية روسية تحط في مطار «حميميم» باللاذقية، وتشنّ أولى غاراتها قرب حمص، والهدف تنظيم «الدولة الإسلامية»

توقّع الغرب أن تكون سوريا مستنقعاً يغرق فيه الروس، لكن الرياح جرت بما لاتشتهي سفن الغرب.

غيّرت روسيا خارطة الصراع بالكامل، وصارت اللاعب رقم واحد، والطرف الذي تجتمع بيده كل خيوط اللعبة السورية.

المهمة تمّت بنجاح

تدخّل عسكري بأقل الخسائر، حيّد اللاعبين العرب، وعزز دور تركيا وإيران، وصنع مسارات جديدة «أستانا» و «سوتشي».

الإسناد الروسي منع تمدد التنظيمات الجهادية، ونقل الجيش السوري من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم.. وكانت النتيجة سيطرة الجيش على مدينة حلب بالكامل وأجزاء من ريفها، ومواقع فصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية في ريف دمشق ومحافظات حمص وحماه ودير الزور ودرعا والقنيطرة، وريف اللاذقية وأجزاء من ريف إدلب.

وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، كشف العام الماضي عن سيطرة الجيش السوري على 1024 قرية بفضل الإسناد الجوي الروسي.

وخلال لقاء جمع بوتين بالأسد في سوتشي عام 2017، حدّث الرئيس الروسي كبار جنرالاته قائلاً: «السيد الأسد قال لي اليوم خلال محادثاتنا إنه بفضل الجيش الروسي أُنقِذت سوريا كدولة»

هذا ماكسبته سوريا من روسيا، ولكن.. ماذا كسبت روسيا من سوريا؟

حققت روسيا حلمها القديم بالوصول إلى مياه المتوسط، وأصبح لها قاعدة بحرية في طرطوس وأخرى جوية في اللاذقية.

قاعدة طرطوس البحرية مجانية، ولمدة 49 عاماً، تسمح لها بالاحتفاظ بـ 11 سفينة حربية، بما في ذلك السفن النووية.

قاعدة حميميم الجوية مجانية أيضاً.. ولأجل غير مسمى.

ماذا عن المكاسب الاقتصادية؟

نص مكتوب: «سوريا بلد غني بلا حدود، يحصدون هنا المحصول ذاته ثلاث وأحيانا أربع مرات في العام. ويوجد هنا ثروات باطنية، وموقع جغرافي فريد من وجهة نظر النقل..الشركات الروسية تملك الحق المعنوي في تطوير مشاريع اقتصادية ضخمة في سوريا».

دميتري روغوزين نائب رئيس الحكومة الروسية

التاريخ: كانون الأول 2017

عام 2019، كشفت وزارة النقل السورية عن توقيع عقد مع شركة «ستروي ترانس غاز» الروسية لاستثمار مرفأ طرطوس لمدة 49 عاماً.

كما حصلت شركة «ستروي ترانس» على أحقية التنقيب واستخراج الفوسفات، الثروة الأهم في سوريا، من مناجم «الشرقية» في تدمر.. ولمدة 50 سنة، عقود للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، أهمها عقد «عمريت» البحري، تسمح لعدة شركات روسية بالتنقيب عن النفط والغاز من جنوب شاطئ طرطوس إلى بانياس.

روسيا حصلت على عقود طويلة الأجل في مجالي النفط والغاز ليس في البحر فقط، بل في البرّ أيضاً.

استثمارات واتفاقات أخرى في مجال النقل والعقارات والإنشاءات، والعين على إعادة الإعمار بمجرد التوصل إلى تسوية سياسية.

ما يخشاه أهل الأرض من أن تكون ثروات بلادهم قد ذهبت إلى الروس، يقول عنها آخرون إنها مجرّد استثمار وليست بيعاً كما يُروَّج لها، وهذه الخيارات منطقية في كثير من الدول.

حقل تجارب

جعلت الحرب من الأرض السورية ساحة اختبار للجيش الروسي، ومركزاً للترويج للأسلحة الروسية:

ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية: تلقّى عشرات آلاف الضباط والجنود ومئات الجنرالات خبرة قتالية عملية في سوريا، وتم اختبار ما يقرب من 90 % من الطيارين الروس في ظروف القتال، وتجريب أكثر من 320 نوع سلاح.

ربحت روسيا كثيراً في سوريا.. لكنها لاتزال تعمل بكامل طاقتها لتكريس أرباحها، وحماية ما يستحق الحماية على هذه الأرض.

https://www.facebook.com/QstreetJournal/videos/542622603629067

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: