Tuesday April 29, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

من "أردوغان" إلى "جنكيز خان" المهمة مستمرة في الجزيرة السورية.

من "أردوغان" إلى "جنكيز خان" المهمة مستمرة في الجزيرة السورية.

عمار الشبلي

تعتبر "الجزيرة السورية" أرضاً خصبة ولها مكانة جغرافية واجتماعية "هامة"، هذه "النعمة" طالما تحولت إلى "نقمة" على ساكنيها، إذ تعرض سكانها لأول تهجير في التاريخ على يد الطاغية المغولي "تيمورلنك" إثر مروره بالمنطقة عام 1401، حيث حاول تطهير الأرض من سكانها السوريين، ومن نجا من هول المذابح وحملات القتل لجأ إما إلى "جبال الجزيرة" أو إلى عمق "بادية الشام".

ومنذ ذلك الوقت وحتى مطلع القرن العشرين تحولت مدن وقرى الجزيرة إلى مناطق فقيرة غاب عنها وجهها الحضاري الذي طالما اشتهرت به على مر العصور إذّ تشهد الآثار وكثرة التلول الأثرية على ذلك، وتلاشت بعد حملات المغول والتتر الهمجية.

التهجير الثاني ارتكبتها "الدولة العثمانية" في ولاية "ديار بكر" ضد المسيحيين عام 1895، فبدأت باستهداف الأرمن بتحريض من بعض رجال الدولة والدين العثمانيين بحجة أن الأرمن يريدون تفكيك الدولة، وتوسعت هذه المجازر لتشمل كل المسيحيين في المنطقة وعلى رأسهم "السريان"، وبدأت من الجامع الرئيسي بالمدينة، ثم انتقلت إلى السوق الرئيسي حيث تمَّ قتل المسيحيين، تبعتها عمليات سلب ونهب واسعة. وفي اليوم التالي بدأت عمليات إبادة للمسيحيين عبر الهجوم على منازلهم، وامتدت لتشمل عموم مناطق الشمال السوري حينها، وتشكلت موجات هجرة من الشمال باتجاه المناطق الجبلية والوعرة في الساحل السوري ولبنان وشمال العراق.

وفي عام 1936، أغارت طائرات فرنسية على مدن الجزيرة السورية وارتكبت مجزرة في "عامودة" وهجرت السكان إلى "تركيا" والقرى المجاورة، ويُعَرف هذا التاريخ شعبياً بسنة "الطوشة"، تلاها عدة هجرات بسبب القحط و الجفاف، إذّ بقي أهل الجزيرة السورية رهن حالة الطقس سنوياً في استقرارهم و ترحالهم.

أما في العصر الحديث وتحديداً عام 2012، هاجمت ميليشات "الحر" مدينة "تل أبيض" في ريف الرقة الشمالي، انطلاقاً من الأراضي التركية المحاذية للمدينة، الأمر الذي تسبب بموجة نزوح لأهالي المنطقة باتجاه مدينتي "عين عيسى" و "الرقة" و إلى المحافظات الأكثر استقراراً.

وبعد سيطرة "الميليشيات" على كامل محافظة "الرقة" عام في الشهر الثالث من عام 2013 ما لبثت أن تعاركت المجموعات المسلحة فيما بينها، داخل مُدن الرقة، وهجر نصف سكان المدينة باتجاه القرى، التي ينتمون إليها.

مطلع عام 2016، أعلنت قوات "التحالف" الحرب على "تنظيم داعش" وسيطرت "قسد" على مدينة "تل أبيض" بعد إفراغها من سكانها الذين فروا باتجاه الجنوب بسبب كثافة القصف الجوي العشوائي على المنطقة.

بين عامي 2012 حتى عام 2017 وسيطرة "قسد" على مدينة "الرقة"، تعرض أهل الجزيرة عموماً و"الرقة" على وجه الخصوص لنحو خمس موجات نزوح تسببت بها "مجموعات الحر، داعش، قسد، التحالف".

وفي العاشر من الشهر الجاري/تشرين الأول 2019، أطلقت تركية عملية عدوانية استهدفت مدن و قرى الشمال السوري أطلقت عليها اسم "نبع السلام" معتمدة على مقاتلي "تنطيم القاعدة"، متسببة بنزوح نحو 100 مواطن من الشمال السوري خلال 48 ساعة من انطلاق العدوان.

واستهدفت طائرات العدوان التركي البنية التحتية الأساسية من محطات مياه الشرب والكهرباء والمشافي الأمر الذي قد يتسبب بمزيد من النازحين من المدن الشمالية باتجاه مدينتي "الرقة" و"الطبقة".

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: