Tuesday November 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

فوضى الحرب تولد أوراق رسمية مزورة

 فوضى الحرب تولد أوراق رسمية مزورة

  نور ملحم 

لم يكن لدي الخيار الثاني .. هي الجملة التي برر بها وليد عمله الغير قانوني في سوريا وليد هو الاسم المستعار لشخص يعمل في مجال تزوير جوازات السفر والأوراق الرسمية الخاصة في السفر للسوريين الراغبين في السفر والهروب من سوريا لعدم رغبتهم في الالتحاق بالخدمة العسكرية أو عليه منع سفر نتيجة أعمال غير قانونية .

خلال السنوات التسع من الأزمة نتج الكثير من المشاكل والصعوبات للحصول على  "الأوراق الرسمية" بعد العرقيل التي يمارسها بعض العاملين في الجهات الحكومية، ولعلّ أبرزها البطاقة الشخصية وجواز السفر، لذلك لجأ البعض إلى تزوير تلك الوثائق أو الحصول عليها بطرق غير قانونية.

وبحسب تصريح وليد لـ "جريدتنا" فإن الموضوع يتطلب تكلفة  مادية مرتفعة نظراً للمبالغ التي تدفع  كرشوة لكل موظف نتعامل معه في الدوائر الحكومية، وعلى سبيل المثال إخراج القيد المدني الواحد تصل تكلفته لـ  100,000ل.س، وينطبق ذلك على أوراق أخرى كالسجل العقاري والتجاري والمدني.

أختام مسروقة ...

نتيجة خروج العديد من المناطق عن سيطرت الدولة تمت سرقت جميع الأختام المتعلقة بالعديد الجهات الحكومية مما أدى إلى انتشار عصابات خاصة بالتزوير الأوراق الرسمية وجوازات السفر والبطاقات الشخصية " الهوية" .

وبحسب تصريح مصدر مسؤول من الهجرة والجوازات لـ "جريدتنا " فأن الهدف من عمليات تزوير هذه الوثائق هو تسير أمور الشباب المطلوبين للعدل أو المطلوبين لخدمة العلم أو للسفر خارج البلاد، لافتاً إلى القبض على العديد من شبكات تقوم بتزوير جوازات السفر وإجازات السوق وإيصالات طلبات الحصول على البطاقة الشخصية وعقود إثبات الزواج ومصدقات تخرج من الجامعات ومجموعة من الوثائق الرسمية التي تخص الدوائر الحكومية، مستغلين الظروف الأمنية التي يمر بها القطر 

وأضاف المصدر، أنه لم يثبت حتى الآن  إتمام أي عملية تزوير بالتعاون مع الموظفين الرسميين بهذا الصدد، كما أن عقوبة التزوير بغرض جنائي تصل من 5 إلى 13 سنة من السجن.

بالأرقام ...

وبحسب الأرقام الصادرة من وزارة الداخلية السورية ، فقد وصل عدد البطاقات الشخصية المزورة التي تم ضبطها في جميع المحافظات السورية إلى ما يقارب 3000 بطاقة مزورة خلال العام 2018، وكانت محافظة حلب تضم أكتر حالات التزوير، وسجلت فيها حوالي 500 بطاقة مزورة في حين سجلت محافظة دمشق وريفها 425 بطاقة مزورة مضبوطة.

وبينت الأرقام، أن عدد البطاقات المضبوطة في محافظة حمص بلغت ما يقارب 250 بطاقة شخصية، في حين وصل عددها في محافظة حماة إلى 150، وفي محافظة إدلب بلغ عددها 100بطاقة، في حين سجلت محافظة درعا 170 بطاقة، ومحافظة السويداء 23 بطاقة، وأشارت الوزارة إلى أن عدد الهويات المزورة بلغت في محافظة دير الزور 200 هوية مزورة في حين لم تسجل محافظة الحسكة إلا 22 هوية، بينما بلغ عدد الهويات المزورة في محافظة اللاذقية 40 هوية ومحافظة طرطوس 13 هوية.

وبيّنت الإحصائيات، أن عدد العصابات المضبوطة في جرم تزوير الهويات الشخصية حتى شباط الماضي، وصل إلى 12 عصابة في سوريا إلا أن هذا الرقم لا يعطي صورة حقيقية عن عدد العصابات التي تعمل في هذا المجال.

للقانون يد ...

وبحسب القانون السوري، فقد نصت المادة 448 بأنه يعاقب جميع الأشخاص الذين يرتكبون جرم التزوير بالأوراق الرسمية بالأشغال الشاقة المؤقتة، ونصت المادة 151 بأنه يعاقب بالعقوبة نفسها كل من أبرز وهو عالم بالأمر وثيقة مقلدة أو كاذبة أو محرفة أو منظمة على وجه يخالف الحقيقة ومعدة لأن تكون أساسا إما لحساب الضرائب أو الرسوم أو غير ذلك من العوائد المتوجبة للدولة.

ولفتت المادة 152 أنه يعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين من أبرز هوية كاذبة بهدف الحصول على جواز سفر أو بطاقة تسهيل مرور.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: