لإعادة الإعمار والدستور والاستثمار.. وفد روسي في دمشق
عقب لقاء جمع الرئيس السوري بشار الأسد بوفد روسي يزور دمشق، اليوم، عقد مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف، ونائب رئيس الحكومة الروسية يوري بوريسوف.
وقال المعلم إن الوفد الروسي أجرى لقاءً بناءً ومثمراً مع الرئيس الأسد، شمل التعاون السياسي والوضع في سوريا والمنطقة، مضيفاً أن مستقبل العلاقات مع روسيا واعد ومبشر بالخير فيما يتعلق بالوضعين الاقتصادي والسياسي في البلد.
وشدد الوزير السوري على معارضة دمشق «أي اتفاق يتعارض مع الدستور السوري»، مشيراً إلى أنه لا جدول زمني لمسار الدستور، وأن الانتخابات الرئاسية السورية ستجري في موعدها في العام المقبل.
ونوّه المعلم إلى أن النقاش في الدستور السوري مستمر حتى التوصل إلى اتفاق حوله، ولا علاقة له بالانتخابات الرئاسية السورية.
بدوره، قال لافروف إن الزيارة مكرسة لمناقشة الأفق المستقبلية لتطوير العلاقات الثنائية، لافتاً إلى أن أمام سوريا أولويات جديدة أهمها إعادة إعمار البنية الاجتماعية والاقتصادية وحشد المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف الوزير الروسي أن هناك قوى خارجية تسعى لتمرير أجنداتها الانفصالية وخنق الشعب السوري بالعقوبات.
وشدد لافروف على أن السوريون وحدهم هم من يقررون مصيرهم، مشيراً إلى أنه من المستحيل وضع حد زمني لعمل اللجنة الدستورية السورية.
وحول مسار أستانا، قال لافروف إن «كل المواثيق والوثائق الخارجة عن مسار أستانا تنص حرفيا على التزام روسيا وتركيا بسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية».
وأضاف أن «مسار أستانا تبلور عندما امتنعت الأمم المتحدة عن اتخاذ خطوات ملموسة بالملف السوري».
ولفت الوزير الروسي إلى أن هناك اختلافات بين موسكو وأنقرة وطهران في كيفية سير الأزمة السورية، «لكن يجمعنا السعي الصادق لمنع تكرار سيناريو العراق وليبيا».
وحول الوجود الإيراني في وسوريا، قال لافروف إن ذلك «متعلّق بالإرادة السيادية للحكومة الشرعية السورية».
من جانبه، أكد نائب رئيس الحكومة الروسية، يوري بوريسوف على «مواصلة خطة إعادة الإعمار ضمن خارطة الطريق في مجالات عدة بينها الطاقة».
وأمل بوريسوف أن يتمّ توقيع اتفاقية تجاريّة مع سوريا خلال زيارته المقبلة في كانون الأول/ديسبمر 2020، مشيراً إلى أنّه «سلّمنا دمشق في تموز/يوليو الماضي مشروعاً روسيّاً حول توسيع التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين».
كما قال بوريسوف «إننا حققنا إنجازات هامة في اللجنة الحكومية المشتركة مع سوريا على مستوى تطوير ميناء طرطوس وقطاع الفوسفات»، مشدداً على أنّ «الشعب السوري يعاني اقتصادياً بسبب الحصار ضد بلاده ومن قانون قيصر».
وفي سياق حديثه عن النفط والغاز بالبلاد، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أنّ معظم المناطق الغنيّة بالنفط والغاز تقع خارج سيطرة الحكومة السورية، مضيفاً: «هذا الواقع يمنع الحكومة السورية من التجارة بالنفط علماً أنها مصدر مهم للإيرادات».
هذا ووصل لافروف اليوم إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية، سبقه أمس وفد من الحكومة الروسية برئاسة بوريسوف.
ويجري الوفد الروسي مباحثات ثنائية واقتصادية مع المسؤولين في سوريا بهدف استكمال مباحثات اللجنة السورية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني والعلمي، التي عقدت اجتماعها الـ12 في موسكو خلال كانون الأول من العام الماضي.
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس بشار الأسد، خلال استقباله الوفد الروسي، إن روسيا وسوريا نجحتا في إحراز تقدم في تحقيق حل مقبول للطرفين في العديد من القضايا.
وأشار الأسد إلى أن هذا يطال بشكل خاص «المسائل المتعلقة بالعقوبات التي فرضت على الشركات الروسية العاملة في سوريا»، مؤكداُ اهتمام دمشق في إنجاح الاستثمارات الروسية في سوريا.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: