بين البداية وحصد الثمار.. محطات لا تغفل
عمر الشريف
يتمتع الفنانون السوريون بشهرة عربية مميزة، تدخلهم قلوب المشاهدين بدون استئذان، هذه الشهرة وهذا النجاح هو بالتأكيد عُصارة تجربة مليئة بمحطات الفشل والتجريب والجهد، ولكن لا يُغفل أن لكل فنان منهم محطة جعلت منه علامة فارقة في سماء الدراما السورية والعربية، لا بل أصبح يُنادى في الأماكن العامة باسم شخصية معينة حُفرت في أذهان الجمهور.
عابد فهد، من الإخراج...إلى التمثيل
فيبدأ الفنان عابد فهد مسيرته الفنية من خلال عمله كمخرج إذاعي في إذاعة دمشق، ثم انتقل بعدها إلى التمثيل من بوابة مسلسل مرايا مع المخضرم ياسر العظمة، حيث دخل قلوب المشاهدين من خلال لوحة "درس خصوصي" التي مازالت تتداول إلى الآن في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدها تعرف الجمهور العربي على عابد من خلال شخصية جساس في مسلسل الزير سالم الذي عُرِض عام 2000م، ليختاره المخرج محمد عزيزية لتأدية شخصية "الحجاج بن يوسف الثقفي" في مسلسل الحجاج، وهو ما يعتبره فهد المحطة الرئيسية في حياته المهنية، بعد ذلك اتبع فهد منهجية في العمل الفني جعلت من اسمه يسوق للعمل كما يقال "عالعمياني" فمنذ تقديمه لشخصية "المقدم رؤوف" في سلسلة الولادة من الخاصرة. وهو ينهال عليه كل عام العديد من أدوار البطولة في الدراما السورية والعربية، فو اليوم يُلقب بالمقدم رؤوف.
باسم ياخور بعد جودة أبو خميس وشيخ الوادي
ويأتي الفنان باسم ياخور الذي استهلَ حياته المهنية بالكوميديا مع المخرج هشام شربتجي، كـ مسلسلات 6نجوم، 7نجوم، يوميات جميل وهناء، بطل من هذا الزمان وبقعة ضوء الذي أسسه بالشراكة مع الفنان أيمن رضا والمخرج الليث حجو، تخلل هذه البداية مشاركة هامة بمسلسل الثريا للمخرج هيثم حقي، صعد بعدها ياخور كما يقال السلم "درجة درجة" مقدِماً العديد من الشخصيات والأدوار المتنوعة، إلى أن جاء مسلسل ضيعة ضايعة ليقدم "جودة أبو خميس" وبعده "أبو نبال شيخ الوادي" في "الولادة من الخاصرة" فهو اليوم يقطف ثمار هاتين الشخصيتين، وصار مجرد تواجده في أي مسلسل بمثابة صك نجاح مسبق للعمل.
سلافة معمار تتلألأ في زمن العار
وتسجل المتألقة سلافة معمار اليوم حضوراً لافتاً في الدراما السورية، فهي بشهادة جميع النقَاد موهبة فذَة قلمَا تتكرر.
المتتبع لمسيرة سلافة منذ بدايتها، يرى أنها مليئة بالصعوبات، فجاء عام 2005 لتقدم شخصية "نضال" في مسلسل أشواك ناعمة (إخراج رشا شربتجي، تأليف رانيا بيطار)، الفتاة التي تحب حياة الرجال، وتسعى للتماهي معهم، فلاقى هذا العمل أصداء إيجابية بين الجمهور، مما دفع المخرجة رشا لاختيارها لشخصية "بثينة" في مسلسل زمن العار، الدور الذي جعل من معمار نجمة صف أول في الدراما السورية، وكتبت اسمها من ذهب، لتكون بذلك ورقة رابحة بيد أي مخرج.
أبو شهاب لن يموت
ما زال الممثل السوري سامر المصري يعيش على أمجاد شخصية "العكيد أبو شهاب" في المسلسل الشهير باب الحارة، فأينما حلَ وارتحل لا يُنادى إلا بالـ "عكيد"
فبداية سامر المصري في التمثيل كانت بأدوار ثانوية واستمر بذلك حتى آمن المخرج بسام الملَا بموهبة سامر، وأسند إليه شخصية "العكيد أبو شهاب" الذي حقق من خلالها نجاحاً منقطع النظير ضمن مسلسل باب الحارة، الذي أنتج عام 2006، وتصدى بعدها لأهم الأدوار كدور "خالد بن الوليد" بالجزء الثاني من المسلسل، و"الرائد هشام" في "وجه العدالة" وهو النسخة التلفزيونية من التمثيلية الإذاعية الشهيرة "حكم العدالة"، وصولاً إلى تحويله للوحة "نسوة" في سلسلة بقعة ضوء إلى مسلسل تلفزيوني بعنوان "أبو جانتي"، العمل الذي لاقى رواجاً كبيراً في الأوساط السورية.
كاريس بشار، الخطوة الذكية في ليالي الصالحية
لم تدخل أروقة المعهد العالي للفنون المسرحية، ولم تتتلمذ على يد "شيوخ كار التمثيل" كما يقال، لكنها منذ بدايتها الفعلية في مسلسل عيلة ست نجوم بشخصية "بثينة" لفتت إليها الأنظار لعفويتها وبراعتها أمام الكاميرا، وراحت تحسب خطواتها في درب النجومية فلا يغريها أي دور ولا يُشغلها مجرد الظهور المجاني، ففي عام 2004 قدمت كاريس شخصية "سعدية" في مسلسل البيئة الشامية ليالي الصالحية، التي جمعت ببراعة بين المكر والطيبة فتارةً تكسب تعاطف الجمهور، وتارةً أخرى لومهم وامتعاضهم من خُبثها.
نجاح هذه الشخصية دفع نجمة ليس سراباً للعناية بخطواتها أكثر فأكثر، فهي اليوم تسجل مشاركات قليلة ولكن مشاركات تترك أثر وصدى إيجابي تكتب أقلام النقاد عنه مدحاً وإطراءً.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: