«تفتح أزهار الكرز في الليل».. حرب بيولوجية كادت تُهلك أمريكا
يعتقد الكثير من أصحاب نظرية المؤامرة أن فيروس كورونا المستجد قد يكون حرباً بيولوجية، أنتجته إحدى القوى العظمى المتنافسة على الساحة الدولية، ولكن مع عدم ثبوت ذلك، وتأكيد منظمة الصحة العالمية أن أصل الفيروس التاجي طبيعي وليس صناعياً، فإن ذلك لا ينفي أحداثاً تاريخية استخدمت فيها الحرب البيولوجية بين دول متناحرة، أو كادت أن تستخدم، فهل سمعتم بعملية «تفتح أزهار الكرز في الليل»؟.
خلال السنة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، خططت اليابان لتكبيد الأمريكيين خسائر هائلة في الأرواح عبر سلاحٍ بيولوجيٍّ تحت اسم «عملية تفتح أزهار الكرز في الليل».
كان قسم أبحاث الحرب الكيماوية الياباني المعروف باسم الوحدة 731 يستعد لرش الولايات المتحدة ببراغيث مسببةٍ لمرض الطاعون الدبلي، كان الهدف من البراغيث هو حفظ الجراثيم (جراثيم الطاعون) وحملها وإصابة البشر بها مباشرةً.
تمت تجربة العملية على إحدى مناطق الصين، وفي تشرين الأول عام 1940 قصفت القوات اليابانية نينغبو شرقي الصين، وتشانغده شمال وسط الصين بالبراغيث المسببة للمرض، وبحسب التقديرات فإن نحو 50 ألف مدني قد قُتلوا جراء القصفين.
وفي أعقاب ذلك النجاح الدامي لليابان في قتل الآلاف كانت طبخة الوحدة 731 القاتلة جاهزةً لعبور المحيط الهادي.
خططت اليابان ابتداءً لإطلاق مناطيد متفجرة عملاقة راكبةً التيار النفاث (تيار هوائي في الغلاف الجوي) وصولاً إلى أمريكا. وقد نجحوا في إيصال نحو 200 منطادٍ منها. وقد قتلت تلك القنابل نحو سبعة أمريكيين، وإن كانت الحكومة الأمريكية قد حظرت النشر في هذا الشأن.
كانت عملية تفتح أزهار الكرز في المساء ستتضمن توجيه طيارين انتحاريين لضرباتٍ ضد كاليفورنيا أولاً، إذ خطَّط توشيمي ميزوبوتشي، مدرب المجندين الجدد في الوحدة 731، لأخذ 20 من المجندين الـ500 الجدد الواصلين إلى "هاربين" عام 1945، ونقلهم إلى ساحل جنوب كاليفورنيا في غواصةٍ. وكان يُفترض أن يقودوا من هناك طائرةً محمولةً على الغواصة ويُحلقوا بها إلى سان دييغو.
كانت تلك العملية ستؤدي إلى نشر آلاف البراغيث الموبوءة بالطاعون، التي سينشرها الطيارون قبل أن يُحطموا طائراتهم مُنتحرين على الأراضي الأمريكية.
حُدِّد الثاني والعشرون من أيلول عام 1945 موعداً للعملية، لكن لحسن الحظ، لم تكتمل عملية تفتح أزهار الكرز.
ويزعم مختصٌ بشؤون البحرية اليابانية أن البحرية ما كانت لتوافق على تلك العملية، خصوصاً في النصف الثاني من عام 1945. في ذلك الوقت كانت حماية الأراضي اليابانية تفوق أهميةً شن هجومٍ على الأراضي الأمريكية.
وقبل ذلك التاريخ، وخلال اجتماعٍ حيويٍّ في تموز عام 1944، أعلن الجنرال هيديكي توجو رفضه استخدام الجراثيم الحربية ضد الولايات المتحدة، إذ لاحظ أن هزيمة اليابان باتت حتميةً على الأرجح، وأن استخدام الأسلحة البيولوجية لن يُعجل إلا من انتقام الأمريكيين.
ثم بحلول التاسع من آب عام 1945، كانت اليابان تُدمر أدلةً على تجارب الوحدة 731 باستماتة، مع ذلك عُرف تاريخها، ويرجع جزءٌ من ذلك لتأمين الولايات المتحدة نجاة الجنرال شيرو إيشي مقابل ما لديه من أدلة.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: