كيف تهرب تركيا معتقلي داعش من سوريا؟

احتفت وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية خلال الأيام الماضية بعملية تهريب المخابرات التركية امرأة مولدوفية وأطفالها الأربعة من منطقة شرق سوريا التي تخضع لميلشيات قسد المدعومة من الولايات المتحدة.
وتحت عنوان "هل تقوم تركيا بتهريب معتقلي داعش من سوريا"، رأت إحدى الصحف التركية، أن «هذه القصة تسلط الضوء على قضية أكبر، وهي عملية تهريب أعضاء "داعش" من مراكز الاحتجاز الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد».
وأضافت الصحيفة أن «أكثر من 70 دولة شريكة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" لا تريد عودة مواطنيها في الغالب، ولا يمكن تسليم أعضاء التنظيم إلى الجمهورية السورية، كما لا يمكن تسليم هؤلاء الأشخاص إلى تركيا، لأن أنقرة تدعي أن ميلشيا "قسد" هي جماعة "إرهابية" عبر ارتباطها بحزب العمال الكردستاني».
قطعت الأمم المتحدة مساعدتها لميليشيا "قسد" عبر معبر اليعربية منذ كانون الثاني، الأمر الذي ترك سكان مخيم الهول ومراكز احتجاز "داعش" الأخرى غير قادرين على الحصول على الدعم، مما مكن تركيا من التدخل لتدعي أنها «تساعد سكان المخيم، وتصويرهم على أنهم أبرياء»، مشيرة إلى أن «أنقرة لعبت دوراً متناقضاً عندما يتعلق الأمر بتنظيم داعش منذ عام 2014».
وأشارت الصحيفة إلى أن «ما يصل إلى 50 ألف شخص انضموا إلى التنظيم بعد دخولهم عبر تركيا، وأن العديد من أعضاء وقياداتها فروا إلى اسطنبول، ويُزعم مراقبون أن عائلة زعيم التنظيم داعش، عبرت تركيا»، كما قال بعض أعضاء التنظيم الذين فروا من معركة الرقة عام 2017 إنهم «يريدون شق طريقهم إلى تركيا».
وأوضحت الصحيفة «أن حكومة مولدوفا تواصلت مع تركيا "للمساعدة" لاستعادة مواطنتها، لكن من غير الواضح لماذا لم تستطع مولدوفا إخراجها عبر العراق والعمل مع ميلشيا "قسد"، ويبدو أن هذا يرجع إلى حقيقة أن الحدود العراقية مع سوريا مغلقة في الغالب».
كما أن تصنيف أنقرة لــ "قسد" جعل من المستحيل في الواقع أن تعيد مولدوفا مواطنيها إلى الوطن بسلام عبر تواصل يحصل بين قسد وتركيا، مما يستلزم عملية "إنقاذ"».
ووفقا للصحيفة، تطرح هذه الأمور تساؤلات عن غياب العشرات من أقوى الدول عن هذه المفاوضات، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي و الناتو، وجميعهم شركاء في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث يدعم ميليشيا قسد، ورغم ذلك لم يتمكنوا من مساعدة مولدوفا على استعادة هذه المواطنة، وعملت مع أنقرة، لإرسال عملاء استخبارات إلى سوريا لتهريب شخص من أراضي قوات سوريا الديمقراطية.
وفي وقت سابق قالت إحدى وسائل الإعلام التركية إن «وحدات المخابرات التركية وأجهزة الأمن والاستخبارات المولدوفية "أنقذوا" المواطنة من تحت سيطرة التحالف المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة، وشكر رئيس مولدوفا إيجور دودون الرئيس التركي على المساعدة».
وجاءت المواطنة المولدوفية إلى سوريا عام 2013 مع زوجها السوري، وكانوا يعيشون في منبج، وقتل زوجها في 2017 خلال "اشتباكات عسكرية".
وانتهى المطاف بالمرأة المولدوفية وأطفالها الأربعة في مخيم الهول في عام 2019، بنفس الوقت الذي هزم فيه داعش بسوريا، وساعدت تركيا مولدوفا في إعادة عائلة أخرى ب2019 عبر تركيا، وقالت المرأة المولدوفية «إنها مرت بأوقات صعبة في "الأسر».
وأعلنت ميلشيا" قسد" في شرق سوريا أن تركيا «ساعدت أعضاء داعش على "الهروب من مراكز الاحتجاز في الماضي»، مؤكدين أن «العديد من أولئك المرتبطين بداعش الذين هربوا من الاحتجاز في شرق سوريا ذهبوا إلى اسطنبول».
المصدر: صحف
شارك المقال: