"إدلب" مقابل "شرق الفرات"!
مع اقتراب موعد العملية العسكرية التركية شرق الفرات، وفق إعلان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، والقراءات السياسية الأخيرة لمجريات الواقع الميداني، تشير التوقعات لبدء "معركة إدلب" وفقاً لتفاهم "روسي- تركي"، شرق "الفرات" وصولاً لتخوم "الرقة"، مقابل شرق أتستراد "حلب- دمشق" وغربه، بمسافة تأمن الحماية للأتستراد، وذلك عقب عودة مدن "سراقب" و"معرة النعمان" و"خان شيخون" لسيطرة الدولة السورية.
سيناريوهات متوقعة ربما تتغير بين لحظة وأخرى حسب مجريات الأحداث على الأرض كما يؤكد مراقبون، فـ"واشنطن" ليست راضية عن الخطوة التركية ولن تتخلى عن دعمها لحليفها "قسد"، إلا أن وسائل إعلام قالت إن «مفاوضات تجري وراء الكواليس، يدعمها المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، الذي كان سفيراً لبلاده في أنقرة، وأحد المدافعين عن تحسين العلاقة مع تركيا، إذ يعتقد جيفري أنه لا يمكن لاستراتيجية أمريكا في سوريا أن تنجح دون "تركيا"، خصوصاً ما يتعلق بهزيمة "داعش"، وتقليص نفوذ إيران والدفع لحل سياسي، لكن زيارته الأخيرة إلى تركيا كانت "عاصفة ومفاجأة لجهة لهجة المسؤولين الأتراك ضد "واشنطن"».
الدكتور "فريد ميليش" الباحث في العلاقات الدولية، تحدث لجريدتنا عن التطورات الميدانية والسياسية في الشمال السوري، بالقول: «قد يرى الكثير أن المشهد معقد، وذلك ممكن في حال وثق الأكراد بالأمريكي، وبالأمس كانت الدوريات المشتركة للقوات الكردية مع الأمريكيين شمال شرق سوريا، كما الدوريات التركية الأمريكية في "منبج" إلا أنها ليست سوى تمضية وقت، وعلى ما يبدو أن الأمريكي استطاع الإيقاع بالوحدات الكردية وباتفاق مسبق مع تركيا في سحب الأكراد من الجبال إلى منطقة مكشوفة عسكرياً كـ"الرقة" و"الفرات"، كي يتم استهدافهم، فالأمريكي مشهور ببيع حلفائه، فهل يعتقدون "أي الأكراد" أن القرار بتحرك القوات التركية هو قرار "أنقرة" فقط أو بأن الأمريكي لن يخذلهم كما فعل في "عفرين" و"سنجار"».
وأضاف ميليش: «مع التواجد الكثيف شرق سوريا للقواعد العسكرية لأكثر من دولة أطلسية، تسعى "أنقرة" لتأخير الدولة السورية من استعادة السيطرة على عدد من المناطق شمال البلاد، لأنها تدرك قدرتها على ذلك "ميدانياً"»، لافتاً إلى أن «هناك سعي لتعميم نموذج إدلب في سوتشي، في مناطق شرق الفرات، من خلال إقامة نقاط مراقبة، يتخللها قضايا عرقية وإثنية كذرائع، وعلى قوات "قسد" لإرضاء الأمريكي أن تذهب للقتال في البوكمال، وهي مصلحة استراتيجية بحتة لـ"أمريكا"».
وتابع الباحث في العلاقات الدولية، حديثه قائلاً إن «"أردوغان" لم يلتزم باتفاق "أستانا" على اعتبار أنه لا يملك القرار الأخير فمن المؤكد أن الناتو يترقب تحرير إدلب وما تصريحات "أردوغان" الأخيرة، والتهديدات الإسرائيلية بش عدوان على "جنوب لبنان" سوى تعبير عن القلق الغربي من نية سوريا تحرير محافظة "إدلب"، الأمر الذي سيكون بوابة لتحرير الشمال السوري، وقد يكون أكثر، فالتهديد والوعيد قبل تحرير الغوطة مشابه لما نسمع اليوم، وضمن التقاطعات الراهنة بتنا أقرب من أي وقت مضى لتحرير "إدلب" بمعارك محدودة، ثم مصالحات وطنية يشارك بها عدد من أهالي محافظة إدلب».
المصدر: عبد الغني جاروخ
بواسطة :
شارك المقال: