Friday November 1, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

قسد vs الأشباح

قسد vs الأشباح

تتزايد حدة العمليات المستهدفة لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، في محافظتي "الرقة" و"دير الزور"، وإن كانت مناطق الريف الواقعة إلى الشرق من "نهر الفرات" بـ"دير الزور" مشتعلة أكثر بواقع تزامن هذه العمليات مع خروج مظاهرات ضد الوجود الأمريكي و"قسد"، فإن الأخيرة تحاول إلصاق التهمة بما تسميه بـ "الخلايا النائمة"، التابعة لتنظيم "داعش"، في محاولة منها لتجنب الاعتراف بواقع رفضها من قبل السكان المحليين.

من عادة التنظيم الذي يقوده "أبو بكر البغدادي"، تبني أي عملية تنفذ من قبل عناصره، مهما كانت صغيرة، وفي واقع مثل الذي يعيشه التنظيم حالياً، كان لابد لقيادته أن تسارع للإعلان عن مسؤوليتها عن مثل هذه العمليات إن كانت فعلاً من تقف وراءها، وفي حين أن المنفذين ما يزالون مجهولي الهوية، دون تبين ماهية أهدافهم التي ينفذون لأجلها هذه العمليات، تشير المعطيات بحسب المصادر الأهلية إلى أن أبناء المنطقة شكلوا مجموعات سرية للهجوم على نقاط "قسد"، بالاستفادة من فوضى بيع السلاح الذي تعمدت قيادات "قسد"، إهمالها بعد سيطرتها على مناطق شرق الفرات، لدرجة إن أسواق مناطق كبرى كـ "الكشكشية - أبو حمام"، شهدت بيع الأسلحة على "بسطات"، وبأسعار بخسة، على اعتبار أن الأسلحة المباعة تندرج تحت مسمى "غنائم حرب"، بعد المعارك التي خاضتها ضد "داعش".

الواقع يقول إن صمود "قوات سوريا الديمقراطية"، أمام عمليات الاستنزاف التي تستهدفها في مناطق ريف دير الزور لن يستمر طويلا، وقد يدفع الأمر أبناء المنطقة المجندين ضمن صفوف الميليشيات المدعومة من واشنطن إلى الانشقاق، وهو أمر كان المتحدث السابق باسم "قسد"، المدعو "طلال سلو"، قد حذر منه، من خلال تصريحات إعلامية أطلقها من تركيا بُعيد سيطرة الميليشيات التي انشق عنها قبل عام ونصف على بلدة "باغوز فوقاني"، التي كانت تعد بمثابة المعقل الأخير لـ "داعش" في مناطق شرق الفرات.

المعلومات التي حصلت عليها "جريدتنا"، من مصادر كردية فضلت عدم الكشف عن هويتها، تؤكد أن ما يسمى بـ "الاستخبارات العسكرية" التابعة لـ "قسد"، عملت على تسليم معلومات لقوات الاحتلال الأمريكي تتضمن قائمة أسمية بمنظمي المظاهرات في مناطق ريف دير الزور، على أنهم قادة أو أعضاء في الخلايا النائمة التابعة لتنظيم "داعش"، ومع تصاعد حدة الهجمات التي تستهدف مقرات وحواجز الميليشيات، تؤكد مصادرنا إن "قسد"، خسرت أكثر من 120 مقاتلاً، غالبيتهم من أبناء العشائر العربية المجندين في صفوفها، خلال الأسبوع الماضي فقط.

ما يميز الهجمات التي تنفذ، هي السرعة والتخطيط المحكم، وعدم ترك أي أثر، وكانت إحدى هذه المجموعات قد زرعت مجموعة من العبوات الناسفة في منطقة "السوق" بمدينة "البصيرة"، بريف دير الزور الشمالي، لتفجرها بـ "قوة مؤازرة"، تابعة لـ "الآسايش"، كانت في طريقها لإنقاذ مجموعة أخرى تتعرض لهجموم بقذائف RBG مساء يوم أمس، السبت، ما تسبب بسقوط نحو 25 قتيلا في صفوف "الآسايش"، فيما انسحبت المجموعة المنفذة دون خسائر بشرية، كما تشهد مناطق "الشحيل - ذيبان - الحوايج - ضمان - جديد عكيدات"، هجمات مماثلة بشكل مستمر.

الاحتمالات ستبقى مفتوحة حول هوية المنفذين إلى أن يتم إصدار بيان من قبل جهة تعلن مسؤوليتها عن هذه الهجمات، وتحدد أهدافها، إلا أن المصادر العشائرية في المنطقة تتحدث لـ "جريدتنا"، عن خلايا مقاومة شعبية مستقلة، لا تتبع لأي جهة، تحاول إخراج عناصر "حزب العمال الكردستاني"، المعروفين باسم "قيادات قنديل"، في إشارة إلى جبل قنديل في إقليم شمال العراق الذي يتخذ منه "الكردستاني"، معقلاً أساسياً له، كما يتم الربط بين أهداف ومطالب المظاهرات المتمثلة بوقف عملية تهريب النفط وخروج "قسد"، والاحتلال الأمريكي من المنطقة بشكل نهائي، مع أهداف المجموعات التي تنفذ هذه العمليات، ولا يخلو الأمر من غمز لبعض الجهات المحسوبة على المعارضة لتقول بأن هذه العمليات من تنفيذ مجموعات تابعة لما تسميه بـ "الجيش الحر"، وكل هذه المعلومات تبقى مثار تساؤل إلى أن يعلن الفاعلون الذين يمكن تسميتهم بـ "الأشباح"، عن أنفسهم.

المصدر: خاص

شارك المقال: