الإعلام المخابراتي.. ورقة رابحة للسيسي!
أخذ مسلسل الاختيار المصري الذي يُعرض في رمضان بجزأيه الأول والثاني، حيزاً كبيراً من مشهدات المصريين في رمضان، مع العلم أنه يحمل بروبغندا للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وحربه ضد الإخوان المسلمين".
يعرض مسلسل "الاختيار2" بالجزء الثاني، خبايا "الإخوان المسلمين" وأنها ليست حركة سياسية فقط، بل حركة إرهابية تسعى لتخريب مصر، حيث يعرض المسلسل أحداث اعتصام رابعة "للإخوان" بعد سقوط مرسي، وحادثة اقتحام مخفر كرداسة، الذي راح ضحيته 14 شرطياً بينهم مأمور المخفر.
الأمر لم يتوقف هنا بل مع كل حلقة تُعرض في هذه المسلسل، تتفاعل المخابرات المصرية على الفور، ففي الحلقات السابقة روى المسلسل في إحدى حلقاته عن وجود خلية إرهابية، كانت تخطط في حكم "الإخوان" لاغتيال السيسي عندما كان وزيراً للدفاع قبل أن يتم انتخابه، ويصبح رئيساً للبلاد.
وكشفت وسائل الإعلام المصرية اليوم عن تفاصيل خلية إرهابية شديدة الخطورة تسمى بـ"عرب شركس"، خططت لاغتيال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك تزامناً مع عرض أحداث الحلقة الـ"15" من مسلسل "الاختيار 2"، خلال مواجهة بين قوات الأمن وعناصر إرهابية شديدة الخطورة بمنطقة " عرب شركس" التي كانت تخطط لتنفيذ عدد كبير من العمليات الإرهابية والاغتيالات مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
صحيفة "المصري اليوم"، كشف عن تفاصيل الخلية وقالت إن «منطقة عرب شركس تقع في محافظة القليوبية اتخذها تنظيم أنصار بيت المقدس مسرحاً لتجهيز سيارات مفخخة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الشرطة والجيش»، مضيفةً أن «الأجهزة الأمنية من مداهمة المنطقة بعد معركة تبادل فيها الطرفان أطلاق النيران وتم القبض على عناصر الخلية الإرهابية».
العملية أسفرت عن مقتل اللواء ماجد صالح، والعميد ماجد شاكر بسلاح المهندسين بالقوات المسلحة المصرية، وبعد القبض على المتهمين أصدرت المحكمة العسكرية في أغسطس 2014 حكماً بإحالة أوراق 6 متهمين من عرب شركس إلي المفتي بتهمة استهداف حافلة جنود الأميرية.
وفي حلقات سابقة، عرض المسلسل، تفاصيل خيانة ضابط المرور محمد عويس لزميله محمد مبروك، وتسليمه "للإخوان"، ما أدى إلى مقتله، الأمر الذي أدى إلى تفاعل المخابرات المصرية مع مجريات المسلسل، ونشرت تسريبات لإحدى وسائل الإعلام المصرية، حول اعترافات عويس، وإدلائه بمعلومات للإخوان، لاغتيال زمليه مبروك.ونشرت وسائل إعلام مصرية، صوراً لعويس، عُرضت لأول مرة منذ اعتقاله.
ومنذ توليه منصب وزير الدفاع عام 2012 رافقت السيسي العديد من الأقاويل عن انتمائه للإخوان المسلمين، وقيل إنه «رجل الجماعة" في القوات المسلحة»، ثم تحول في عام 2013 إلى "عدو الإخوان" الأول. وبين المرحلتين مرت صورة الفريق السيسي بالعديد من التطورات التي أربكت عقول الكثيرين، حيث استلم السيسي منصب رئيس الجمهورية، 2014 بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي".
يرى البعض أن السيسي يروج لنفسه عبر بروبغندا إعلامية، وظهوره بدور البطل المصري، عدو الإخوان اللدود، حيث تصدر وسائل الإعلام المصرية، خلال تكريمه للجيش والقوات المسلحة، في حربها ضد داعش والإخوان، إضافة إلى تعهده مراراً وتكراراً بالقضاء على الجماعة الأكثر خطراً على مصر، معتبراً أنه لا وجود لهذه الجماعة بين المصريين.
ورغم حكم السيسي لمصر بقبضة من حديد، يرى العديد من المحليين أن مصر باتت بين حكم "القبضة النارية" والتطور على عدة أصعدة من بينها التعليم والبنية التحتية، من جهة، والفقر والديون من جهة أخرى، دون أي ثورات مقبلة اعتاد المصريون إسقاط حكامها، تنديداً بالوضع المعيشي الذي أصبح دون مستوياته في هذا البلد.
هذا التوجه الإعلامي، في مصر لم يكن كما عهدناه سابقاً، فقد انتقل في فترة حكم السيسي من الترغيب إلى الترهيب، حيث وضعت السلطات المصرية الصحافة المحلية والدولية تحت المجهر، وراقبت نشاطها عن قرب لا سيما في الفترة الأخيرة، في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة 26 إلى 28 آذار، والتي باتت نتائجها محسومة مسبقاً بفوز عبد الفتاح السيسي بولاية ثانية، إذ ظهرت في الساحة الإعلامية المصرية مؤخراً "أذرع إعلامية" وانتشر ما يسمى "المال المخابراتي"، وصولاً إلى ترسانة قضائية حكمت قبضتها على الصحافة والصحافيين.
لم يتوقف الأمر هنا بل وصل إلى قنوات الإخوان خارج مصر، إذ نجح السيسي بكم أفواهها، مقابل، عودة العلاقات مع تركيا، ليقطع يد الإخوان نهائياً عن مصر، بصفقة بيع بأرخص الثمن، والشاري "تركيا".
المصدر: وكالات
شارك المقال: