أحمد العودة.. العميل الأكثر من مزدوج
«جوكر».. بإمكانه اللعب في أكثر من مركز يطلبه منه سيّده
يبدّل جلده في كل منعطف ليبقى في دائرة النفوذ
لعبت به أجهزة مخابرات عربية وإقليمية ودولية
انتقل من عباءة «الموك» إلى أحضان «حميميم»
أحمد العودة.. العميل الأكثر من مزدوج
منتصف عام 2018.. حشد الجيش السوري لحسم ملف درعا جنوب البلاد.. وبينما كان الجيش يتقدم شرق المحافظة، كان أحمد العودة، قائد أحد أكبر فصائل المعارضة المسلحة في درعا، ومن مركز ثقله في مدينة بصرى الشام، يبصم بالعشرة على العرض الروسي للمصالحة.
اتفاق تسوية، لم ينهِ ملف الجنوب، وجعل من درعا «منطقة رمادية»، حيث تصرفت روسيا فيها ليس كحليف لحكومة دمشق، بل كدولة ضامنة لحالة خاصة في درعا مقبولة إقليمياً، بسبب تقاطع المصالح في بقعة حدودية تثير هواجس أردنية واعتبارات الإسرائيلية، تراعيها موسكو، تحت عنوان «خطر التواجد الإيراني» على مقربة من أصدقاء أمريكا..
أحمد العودة المعروف بتقلباته، حرّك الدّفة مجدداً بما تشتهي الرياح الجديدة التي هبّت على درعا، تحركه فيها شهوة النفوذ والسلطة، وتلقّفت موسكو رغبة الرجل الجامحة بالبقاء تحت الأضواء.
ولكن لنعرف كيف يتحرك أحمد العودة اليوم، علينا أن نعرف ماضي صاحب الامتيازات والتحالفات التي تبدّلت أكثر من مرة، وكيف انتقل من ضفة إلى أخرى وفق ماتقتضي مصلحته الشخصية ورغبة داعميه.
صنيعة الإمارات
أحمد العودة، ابن مدينة بصرى الشام، تربطه علاقة قرابة برجل الأعمال السوري المعارض خالد المحاميد، المقيم في الإمارات، والمعروف بأنه عرّاب مصالحات 2018 في درعا بتوجيه من أبو ظبي
صلة القرابة مع المحاميد سهّلت تجنيد أحمد العودة من قبل الإمارات، فدعمته مالياً وعسكرياً من داخل غرفة «الموك» وخارجها، وصنعت منه عميلاً خاصاً في الجنوب السوري.
كان أحمد العودة متحالفاً في البداية مع أقوى فصيلين مسلحين في الجنوب، «جبهة النصرة» و «حركة المثنى الإسلامية»، ولكنه انقلب عليهما عام 2015، بطلب من الإمارات و«غرفة الموك»، وطردهما من منطقة نفوذه في بصرى الشام، وأصبح معروفاً منذ ذلك الوقت ببيع «رفاق السلاح» لصالح الإمارات و«الموك» مقابل تعويمه، حتى عندما قطعت «غرفة الموك» الدعم عن فصائل المعارضة في الجنوب، بقي أحمد العودة الاستثناء الوحيد!
أُغلِقت «غرفة الموك».. تغيّر موقف الإمارات من سوريا، تقاربت مع دمشق وموسكو، وكان على أحمد العودة أن يسير وفق الرياح الإماراتية، فخرج من عباءة «الموك» بعد انتهاء أسباب وجودها، إلى أحضان الروس بمباركة إماراتية.
شرطي الجنوب!
وقّع أحمد العودة على اتفاق التسوية في درعا عام 2018، وحصل على جائزته من الروس، فأصبح قائداً للواء الثامن التابع للفيلق الخامس، المنتشر في الجنوب، والمكوّن من مقاتلي المعارضة السابقين الذين دخلوا في اتفاق التسوية..
أحمد العودة صار شرطي درعا، يحلّ ويربط، وغالباً ما يلعب دور الوسيط للتهدئة بين الحكومة ومسلحيّن في المنطقة لم يخضعوا لاتفاق التسوية.
ولكن اللافت أن العودة صديق الروس، لم يصافح حكومة دمشق حتى الآن، ويتخذ موقفاً رمادياً.. يبدو أن هذا الموقف الرمادي هو المطلوب من أحمد العودة بالتحديد في هذه المرحلة..
مرحلة تريده فيها موسكو أن يظهر وكأنه الحاجز أمام أي تواجد لإيران في الجنوب، لتهدئة مخاوف أصدقاء أمريكا هناك..
لكن ظاهرة أحمد العودة، وظاهرة السلاح المتفلت في درعا، لاتروق للحكومة السورية، وهي اليوم إذ تراعي خصوصية المرحلة بالتنسيق مع روسيا، فهي تريد إنهاء هذه الظاهرة في الجنوب، ولو بعد حين..
لدى أحمد العودة غطاء روسي، لكن هذا الغطاء لايمنحه العصمة، ولن يكون إلى الأبد!
https://www.facebook.com/105986514160132/videos/292467149343759
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: