الفنّان السوري...."إعلامي كمان"
عمر الشريف
ما إن نُلقي نظرة سريعة على إعلامنا السوري وبرامجه، خاصّةً برامج الـ "Talk SHOW" (الحوارية) الترفيهية، نجد أنّ القائمين على صناعة الإعلام في سوريا لا يوكِلون مهمة التقديم إلّا للفنّانين، ممثلين كانوا أم مطربين، قد يكون الأمر متعلّقاً بتجارب فاشلة لبعض من تقلّد هذه المهمّة كـ عماد جندلي (كلام كبير)، أو لحالة الأمان التي يمنحها الفنّان السوري للمنتج، كونه يتمتع بشعبية وحالة قبول كبير لدى الجمهور، وبهذا يفتقد الإعلام السوري لصناعة الإعلامي الحقيقي كما تفعل المحطّات اللبنانيّة والمصرية والخليجية.
في لبنان يندر إن لم يكن مستحيل أن نرى برنامج يقدمه ممثل أو مطرب، فـ (طوني خليفة، نيشان، ريما بكركي) والقائمة تطول يتصدرون حالة الإعلام في بلدهم، ويتصدون بكفاءة لجميع البرامج التي تعرض عليهم، حيث يتمتع الإعلامي اللبناني بشهرة تفوق نجوم التلفزيون، وفي مصر هناك حالة توازن بين الإعلامي والفنّان، كلٌّ في مكانه فلديهم (عماد أديب، لميس الحديدي، منى الشّاذلي)، باستثناء بعض التجارب كـ (صاحبة السعادة) لإسعاد يونس فيأتي البرنامج تكريماً لمسيرتها مكانتها عند المصريين.
في سوريا، عندما تفكّر المحطّات السورية في إنتاج برنامج ترفيهي "خفيف" أو مسابقات، تلجأ إلى ممثّل يمتلك حضور وشعبية، مثل باسم ياخور (مساكم باسم- كاش مع باسم)، سيف الدين سبيعي (كاش مع النجوم)، أمل عرفة (لو كنت مكاني)، شكران مرتجى (أنت ونجمك)، قصي خولي (مسيناكم)، إمارات رزق وحسام جنيد (نورت سمانا).
حتى في القنوات الخاصّة الناشئة حديثاً مثل (لنا) اعتمدت على شهرة الفنّان السوري في برامجها الحواريّة، فبرامج (فيه أمل، سيبيا) يحققّون متابعة جيدة، حيث انتظرهم الجمهور بمجرّد معرفتهم بأن عرفة ستقدّم (فيه أمل)، وأيمن زيدان سيخوض تجربة (سيبيا)، في ظلّ غياب إعلامي صريح ضمن القنّاة، عدا اللبنانيّة رابعة الزيّات (لنا مع رابعة، قصة حلم) التي تستكمل مشوارها الإعلامي الذي بدأ من لبنان.
هنا لابدّ من تساؤل، هل تفشل المؤسسات والأكاديميّات الإعلامية السوريّة في رفد الإعلام السوري بأسماء وكوادر قادرة على تصدر المشهد الإعلامي؟ أم أنّ الفنّان السوري فرض وجوده في هذا المشهد، فأصبح إعلامي أيضاً؟
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: