Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

في خلفيات ودلالات "اقتراح" مقايضة إيران في سوريا

في خلفيات ودلالات "اقتراح" مقايضة إيران في سوريا

بعد كشف إسرائيل ما قالت إنّه اقتراح روسي يهدف إلى رفع جزئي للعقوبات الأميركية عن إيران، مقابل انسحاب قواتها من سوريا، الاقتراح الذي أكدته موسكو في سياق نفيه أمس، كذلك لم تنفه أيضاً الإدارة الأميركية التي شددت في ردها على أنها لن تزود الإعلام بتفاصيل محتوى المحادثات الدبلوماسية إزاء الحل السياسي في سوريا.

علقت صحيفة الأخبار اللبنانية بقلم الكاتب "يحيى دبوق"على الخبر بالقول "إنّ الكشف الإسرائيلي لا يشير إلى صفقة مبلورة بينها والولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة ثانية، بل يتمحور حول أفكار جرى تداولها ضمن مداولات وأفكار أخرى بين الأطراف للبحث عن حل تسووي يبدو أنّ روسيا معنية به، كبديل من حلول عسكرية لا تريدها، وثبتت محدودية جدواها في الوقت نفسه من قبل إسرائيل والولايات المتحدة".

وأوضح الكاتب أنّ "الاقتراح مدخل معقول إنْ كان مقدمة أو جزء من حل سياسي للحرب السورية يشمل تنازلاً أميركياً واقراراً بسلّة مصالح روسيا في سوريا، خاصة أنّ الاقتراح من جهتها مبني على ما قد تراه، مع حسن ظن، على "فائدة اقتصادية" لإيران مع إتاحة الفرصة لها لقرار إرادي ذاتي لا يفرض الخروج عليها فرضاً من سوريا.

ومن ناحية إسرائيل والولايات المتحدة، يُعَدّ الاقتراح أكثر من مقبول في حال بلورته فعلياً، إذ إنه يستند إلى مدخل ربط بين تقليص العقوبات وملفات خارج إطار الملف النووي، بما بات يسمى أميركياً تمددَ النفوذ الإيراني في المنطقة ومطلب إيقاف قدرات إيران التصنيعية العسكرية وغيرها". 

في مقلب آخر يعطي دبوق خيار النفي لهذا الاقتراح بالقول: "ما كانت إسرائيل ولا الولايات المتحدة لترضيا أو حتى تتداولا اقتراح ربط تقليص العقوبات بخروج إرادي إيراني من سوريا، إن كانتا قادرتين عملياً على تحقيق ذلك بالفرض العسكري والضغوط الميدانية. وهو ما كان سيفتح شهية الجانبين على مطالب ما بعد الساحة السورية، وصولاً إلى طلب تغيير النظام الإيراني نفسه. هذا تحديداً الهدف الرئيسي من انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على إيران".

ويوضح الكاتب سبب نفي الاقتراح من الطرف الآخر بالقول "كذلك يصعب التصور أنّ روسيا تسعى لتحقيق أهداف الأميركيين والإسرائيليين ضد الحليف الإيراني، وإن كانت موسكو قد ظهرت، بعد الكشف عن الاقتراح، بموقف غير سوي في مداولات تحت الطاولة لا تتساوق مع مصلحة الدولة السورية، وحليفها الإيراني. في الرد الروسي، الذي أريد له أن يكون نفياً، تأكيد لحرص روسيا على مصالح إسرائيل، وهو معطى يدعو إلى القلق أكثر من جانب حلفائها المباشرين في سوريا، رغم كل التطورات الأخيرة وتعقّد العلاقات بين موسكو وتل أبيب بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية في أيلول الماضي".

ويرى الكاتب في نهاية المقال بأنّ "الاقتراح يدل على فشل المقاربات الإسرائيلية الأميركية في الضغط على إيران وسوريا عسكرياً وأمنياً ودفعهما إلى التراجع، الأمر الذي استتبع من واشنطن وتل أبيب الانتقال من دائرة الضغط والتهديد والأعمال العسكرية المباشرة التي قادتها إسرائيل في السنوات الماضية، إلى دائرة الإغراء والوعد بالفوائد، من خلال تقليص العقوبات التي تدرك طهران، للمفارقة، أن نتيجتها أسوأ بكثير من أي خيار عسكري مقابل. في ذلك، يبدو أن الجانب الروسي أخطأ التقدير وتسرع في خطواته من دون دراسة مستفيضة للممكن واللاممكن، في الساحة السورية".

 

المصدر: صحيفة الأخبار

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: