تشيلسي وآرسنال.. اختلاف الثقافات يترجم بالنهائيات
بقلم : هاني سكر
تفوق تشيلسي على آرسنال بنهائي الدوري الأوروبي وحسم اللقاء بنتيجة بدا كأنها تعبر عن فارق كبير بالمستوى مع فوزه بأربعة أهداف لهدف، لكن الفارق الحقيقي لم يكن بالنتيجة بل كان بقدرة كل فريق على التعامل مع مباراة النهائي بالتالي يمكننا استخدام هذا اللقاء كدرس حول كيفية التعامل مع هذه المباريات.
بدأ آرسنال اللقاء بحماس عالٍ وهو أمر طبيعي على اعتبار أنه كان بحاجة للفوز بالمباراة أكثر من أجل التأهل لدوري الأبطال إضافة لنزعة الفريق المرتبطة بالاندفاع للأمام لكن هذا التقدم لم يأت بزخم كبير من حيث المحاولات، ربما كان بإمكان الفريق التسجيل لكن هذا لم يكن كافياً طبعاً لحسم اللقاء إضافة لهذا بدا أن الفريق الأحمر أصبح أكثر مبالغة بالثقة وأقل تركيزاً مع مرور الوقت مع شعوره بسهولة الوصول لتبدأ الثغرات في الخلف بالظهور بآخر ربع ساعة من الشوط الأول.
في الثاني تحكم تشيلسي بالنهائي كما يجب فاستغل أول خطأ من عمق دفاع آرسنال ليفتتح التسجيل ومن بعدها عرف تماماً كيفية التعامل مع الموقف ليقتل اللقاء بالهدفين الثاني والثالث بعد أن كان فارق التركيز والثقة واضحاً لصالحه على عكس آرسنال الذي تراخى لمجرد سيطرته بالشوط الأول دون تسجيل.
فارق مهم آخر ظهر بقدرة كل فريق على حماية مناطقه فتشيلسي كان تحت الضغط بالشوط الأول وأظهرته لم تجد الإغلاق لذا طلب ساري من الأجنحة العودة للخلف وسد الثغرة وبالمجمل لم يرتكب قلبا دفاع تشيلسي أي خطأ يُذكر طوال اللقاء على عكس قلبي دفاع آرسنال اللذين ضُربا بسهولة تحت تأثير الضغط وهنا تعود المقولة الخالدة بأن "الهجوم يأتي بالمتعة والدفاع يأتي بالألقاب" وفي نهائي الدوري الأوروبي جاء الهجوم بالفرص في حين جاء من يدافع هو بالأهداف من كرات قليلة وأقل عدد مهاجمين.
لقاء تشيلسي وآرسنال بدا بمثابة حرب بين ثقافتين فثقافة المدفعجية تعتمد على الهجوم دائماً لذا أوروبياً خسر الفريق 5 مرات بآخر 6 نهائيات خاضها أما نزعة تشيلسي التي تميل للواقعية والتوازن، وليس الدفاع المفرط، ساعدته دائماً على فرض ذاته بالبطولات الأوروبية والمباريات النهائية فكاد على بعد ميليمترات من الفوز بنهائي الأبطال 2008 وفاز بنهائي الأبطال 2012 والدوري الأوروبي 2013 قبل أن يكرر فوزه بذات البطولة هذا العام.
شارك المقال: