Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الأفلام الإباحية في سوريا.. بين الدين والحرب

الأفلام الإباحية في سوريا.. بين الدين والحرب

#خاص_حسن_سنديان

من مِنا لم يدخل تلك الشوارع المعتمة، التي يوجد فيها "بسطات" مخصصة لبيع الأفلام الإباحية عبر أقراص «CD»، والانتظار للوصول إلى المنزل لمعرفة إن كان الفيلم على ذوقه أم لا.

خلال فترة الحرب في سوريا، تغير الموضوع كلياً فأصبح مباحاً بشكل مبدئي على التلفونات المحمولة التي تحتوي على جهاز "بلوتوث" ويتم تداولها بين الشباب في سن المراهقة، يروي لنا "محمد" "يعمل في مجال التواصل الاجتماعي" تجربته في تلك الفترة كغيره من الشباب قائلاً: «لم يكن هناك صعوبة في الحصول على الأفلام الإباحية، لأنها كانت تصلنا عبر الهواتف النقالة القديمة، وكانت الدقة آنذاك سيئة وغير واضحة كلياً».

أما أحمد طالب هندسة ميكانيكية فيروي تجربته الأولى في سن المراهقة قائلاً: كانت تجربتي الأولى عندما عُرض أمامي أحد المقاطع من قبل أصدقائي، فانتابني شعور حس الفضول عند المشاهدة الأولى، وبدأت بالبحث عن هذه المقاطع على موقع "غوغل ويوتيوب".

بين الواقع والخيال.. توعية أم غريزة؟

حولت الأفلام الإباحية حياة الشباب إلى عدم توان بين الواقع والخيال العلمي "الفنتازيا"، حيث يقول محمد عن تجربته بأنها عكس الواقع تماماً.. وكل تفاصيل الجسد عكس ما نراه في الواقع تماماً، أي التطابق ينها وبين الواقع بنسبة 20 بالمئة فقط.

أما أحمد طالب الهندسة يقول: «لم أذكر يوماً ما أنه حصلت مناسبة كي أفتح هذا الموضوع بيني وبين والدي، خصوصاً أني واجهت هذا في سن المراهقة"، مضيفاً أن هذه الأفلام ربما تصدم مشاهديها لأنها غير مطابقة للواقع، بالمشاعر والأحاسيس ولا تعطيك مبتغاك، فهي تخلق مشاكل عند الشباب بدلاً من حلها».

لكن هناك فرق بين التوعية والغريزة، الأمر الذي جعل أغلب الشباب تخلط بين هاذين الأمرين تماماً فالبعض متصالح مع الواقع تماماً، ولديه الجرأة في الحديث مع أهله بهذه المواضيع التوعوية، التي لا تقتصر على البنات بالتحديد، أما محمد "25" سنة فبنظره أن الموضوع: «حسب البنت وحسب طبيعة الشب إذا كان لديه تجربة في حياته أم لا».

الدين والمجتمع والحرب هل هما عاملان مؤثران؟

الأزمة السورية واندلاع الحرب في سوريا على مدار الــ9 سنوات لعبت دوراً كبيراً في هذا الأمر، الذي جعل أغلب الشباب تعكف عن الاستقرار "الزواج"، فضلاً عن تدخل الدين عند بعض المجتمعات السورية، يتحدث محمد عن ذلك قائلاً: «الدين بالنسبة لي له دخل.. على ما يبدو في فترة المراهقة يكون الشاب بعيد عن الدين، ويريد تجربة كل المغريات المعاشرة، والمشروب وكل الأشياء السلبية و التربية والمجتمع المنتمي إليه تجعله يحدد كيف يقيم سلوكه ويبعد بعد التجربة، إلا أن وجه نظر أحمد كانت من غير زاوية»، يقول: «الحرب لعبت دوراً في هذه الموضوع ونقص الوعي أيضاً فأصبح هناك نوع من الإدمان»، مضيفاً أن «هناك خليط بين هذه الأشياء وأصبح متنفس للعالم ولكن ليس بشكل دائم، أما موضوع الدين فليم يشكل رادع بشكل تام، بل عزز ذلك عند الشباب، حيث جاءت فترات لدى الناس كرهت فيه الدين، مما دفعهم لعمل شيء لكن دون أن يكون له آثر على حياتهم، على غرار الشخص الغاضب عندما يكتب منشوراً على الفيس بوك بسبب أمر أغضبه ويكسب من وراءه عدة إعجابات وانقضى الأمر».

الأفلام الإباحية المتنفس الوحيد في ظل الحرب أم غريزة جنسية !

انقطاع الكهرباء، وعدم توفر العمل يجعل في أغلب الأوقات تفكير البعض منحصر في أمر معين، بين الهموم والمشاكل أو اللجوء لمشاهدة تلك الأفلام، التي يصفها البعض بالمتنفس الوحيد لديهم، يبدي لنا محمد 25 سنة رأيه في ذلك قائلاً: «الأمر متعلق بمرحلة المراهقة فقط، وعندما تنتهي هذه المرحلة، إذا كان الشاب واعي سيبتعد عن الموضوع تماماً ويبدأ بالبحث عن أشياء تطوره في المجتمع، وهذا الأمر ينعكس على طبيعة المجتمع المنتمي إليه الشاب وإذا كان مكتفي أم لا».

أما طالب الهندسة الميكانيكية فيعيد وجهة نظره بأن هذه الأمر سببه عدة أشياء، الحرب، الدين، الإدمان، الغريزة، فأصبح موضوع الأفلام متنفس عند أغلب الناس.

وهنا يسعنا القول هل ارتفاع نسبة مشاهدة الأفلام متعلق بالدول الفقيرة والمتضررة اقتصادياً من بينها سوريا أم أن هناك حاجة ماسة لإدخال سلسلة توعية جنسية في المناهج التعليمية؟.

#الدين #الحرب #توعية #إدمان

 

#Q_Street_Journal

 

المصدر: خاص

شارك المقال: