Wednesday November 27, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هل خسرت تركيا ورقة «الإخوان»؟

هل خسرت تركيا ورقة «الإخوان»؟

وسام ابراهيم

منذ اندلاع الشرارة الأولى للأحداث في سوريا ربيع 2011، جاءت ردة الفعل التركية تجاه مايجري سريعة بطريقة غير متوقعة، وبدأ رجب طيب أردوغان - كان رئيس وزراء حينها - توجيه الانتقادات والتحذيرات، ورفع مبكراً سقف اللهجة غير الدبلوماسية مع دمشق.

شعرت دمشق منذ البداية أن أنقرة تدفعها باتجاه التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين على اعتبار أنهم التيار الأبرز حينها في حركة المعارضة، وحاولت أنقرة عن طريق النصيحة إقناع سوريا بإلغاء عقوبة الإعدام بحق كل من ينتمي إلى الإخوان، وبدا أن كل السياسة التركية تصب في محاولة إيصال الإخوان إلى السلطة مهما كان الثمن.

في حديث تلفزيوني في تشرين الأول 2015 قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إنه بسبب رفض سوريا خلال جولتي أوغلو التعامل مع الإخوان لينضموا إلى السلطة قام الأتراك بشن حرب شعواء على سوريا «على أسس عقائدية فقط».

لم تكن السياسة التركية الداعمة للإخوان محصورة في سوريا فقط، بل بدا ذلك واضحاً في المواقف التركية من الأحداث في مصر وتونس وليبيا، وهذه الأخيرة تشهد اليوم تدخلاً عسكرياً تركياً مباشراً لدعم حكومة الوفاق المحسوبة على الإخوان المسلمين في طرابلس.

لايمكن فصل الموقف التركي من أحداث "الربيع العربي" عن الخلفية العقائدية لأردوغان وحزبه الإسلامي، و"العمق الاستراتيجي" لتركيا في "ولايات" الدولة العثمانية البائدة، هذه الخلفية التي وجدت في حركة الإخوان المسلمين ما يلبي طموحها لاستعادة الأمجاد السابقة.

اليوم وبعد 9 سنوات على اندلاع احتجاجات في المنطقة العربية، تحولت في دول مثل سوريا وليبيا إلى نزاع مسلح، لم تستطع تركيا حسم طموحها في سوريا وليبيا، بينما خسرت المعركة في مصر وتونس، وسط تحولات كبيرة في ميزان القوة داخل دول النزاع، أهمها انحسار المد الإخواني في العالم العربي، وهزائمه السياسية والعسكرية، ودخول السعودية على خط مواجهة الند العقائدي للوهابية.

إضافة إلى تحولات سياسية في الإقليم وعلى الصعيد الدولي، فهل تعدّل أنقرة أهدافها القريبة والبعيدة بما يلائم المرحلة القادمة؟ أم أن التصلب العقائدي للحزب الحاكم في تركيا وزعيمه سيبقى سيد الموقف؟ والسؤال الأهم هل أصبح الإخوان ورقة تركية محروقة؟ 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: