ماذا سيحدث لو انسحبت القوات الإيرانية من سوريا؟
في أي مباحثات حول سوريا يطرح بند «خروج القوات الإيرانية»، وجميع اللقاءات مع المسؤولين السوريين تناقش بند واحد، «خروج القوات الإيرانية».
توقف الغارات الإسرائيلية مرتبط بـ «خروج القوات الإيرانية»، والغارات الأمريكية شرق سوريا هدفها أيضاً «خروج القوات الإيرانية».
وعودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا مرتبطة بـ «خروج القوات الإيرانية».
الجميع يبحث عن «إيران» في سوريا، وهدفهم قطع الطريق الواصل بين دمشق وطهران، والسؤال «ماذا سيحدث لو انسحبت القوات الإيرانية فعلاً من سوريا؟».
عام 1979 وبينما كان أنور السادات يوقع اتفاق سلام مع «إسرائيل»، كان الرئيس السوري "حافظ الأسد" أول زعيم عربي يعترف بالجمهورية الإسلامية الناشئة في "إيران" بقيادة «الخميني».
سوريا كانت الدولة العربية الأولى والثالثة عالمياً التي اعترفت بثورة الخميني على شاه إيران، دمشق وجدت في طهران عمقاً استراتيجياً لها بعد أن قرر «السادات» أخذ مصر إلى العمق الإسرائيلي.
وبعدها بسنوات كان «الأسد الأب» أبرز الداعمين لإيران في الحرب مع العراق، على الرغم من وقوف عديد الدول العربية مع صدام حسين، ومنذ ذلك الحين بقي طريق "دمشق – طهران" هو الحلم الذي تسعى القيادتين السورية والإيرانية لتحقيقه.
«الغطاء الاستشاري»
مع وصول نار الربيع العربي إلى سوريا، قررت إيران إرسال قوات من الجيش الإيراني نحو الأراضي السورية تحت مسمى "الخبراء الاستشاريين" لمساندة الجيش السوري.
وخلال سنوات الحرب عززت إيران من تواجدها، في الميدان، والاقتصاد، والثقافة، وأمور أخرى.
ذلك الدعم دفع بالعديد من المسؤولين الإيرانيين لاعتبار أنفسهم «المخلصين الموعودين» «لولا الوجود الإيراني لسقط النظام السوري خلال أسبوعين» مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي.
«لولا تدخل طهران في سوريا والعراق لسقطتا، بيد تنظيم الدولة» الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني.
هل يمهد الانسحاب الإيراني لإيقاف الغارات الإسرائيلية؟
إن «إسرائيل» تزعم أن جميع غاراتها على سوريا تستهدف القواعد الإيرانية «الهجمات الإسرائيلية على مواقع قوات الحكومة السورية والمواقع الإيرانية ستستمر في حال استمرارها في البقاء داخل الأراضي السورية» موقع المونيتور الأمريكي
وتيرة الغارات «الإسرائيلية» ستنخفض بكل تأكيد بعد الانسحاب الإيراني، لكن ماذا ستفعل «إسرائيل» مع المقاوم.ة ؟
الانفتاح الاقتصادي بعد الانسحاب الإيراني؟
بينما كشف نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية أن إيران تمثل 3% فقط من الاقتصاد السوري، لكن تركيا تمثل 30% من تجارة البلاد، هذا الكلام تؤكده الوقائع الاقتصادية.
حجم التجارة السنوية بين إيران وسوريا بقي ضعيفاً، ولم يتخطَ حاجز 180مليون دولار أمريكي، بينما كان حجم التبادل التجاري بين سوريا والإمارات عام 2010 .. 322 مليون دولار
اليوم الدول الخليجية تملك الأموال الكافية للمشاركة في إعادة الإعمار على عكس الشركات الإيرانية المنهكة بالعقوبات.
المكاسب الفعلية
محدودية الغارات الإسرائيلية.. الانسحاب الأمريكي الكامل.. تخفيف العقوبات الاقتصادية الغربية.. والانفتاح السياسي على دمشق، ستكون مكاسب استثنائية لسوريا في ظل الظروف الاقتصادية المتردية
سوريا اليوم بأمس الحاجة إلى هذه الأوراق .. والحصول عليها يعني الخروج من عنق الزجاجة.
تلك الأوراق ستقدم لدمشق.. إن انسحبت إيران فعلاً!
https://www.facebook.com/QstreetJournal/videos/739309847026062
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: