"معيار التخوفات" الإسرائيلي مرتفع في ميزان "التنين الصيني"
"متى يفكر الإسرائيليون في الاستعداد للمصائب؟" .. "سيكون ذلك في اليوم التالي لوقوعها"، كانت هذه خاتمة مقال حذرت فيه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية من خطر التنين الصيني الحليف لـ "العدو السوري"، إذ تقدم الصحيفة أرقاماً وإحصائيات تشير فيها إلى الموقف الحرج الذي تعيشه الحكومة الإسرائيلية جرّاء الاتفاقيات التي وصفتها بـ "غير المدروسة" مع الجانب الصيني الذي يرمي بثقله اليوم في مختلف أنحاء العالم، مشكلاً قوة سياسية مضافة تنبع من متانة اقتصادية..
وما يبعث على التخوف أكثر، هو الاتفاقية التي وقعتها إسرائيل مع الصين 2015 والتي تنص على إدارة شركة صينية لمرفأ حيفا مدة 25 عاماً، على أن يُمدَّد ذلك لمدة 25 سنة أخرى، ورغم أهمية هذا القرار بحسب الصحيفة، إلا أنه اتُّخذ دون عمل منظم، أو دراسة للآثار التي يمكن أن تترتب عن مشاركة الصين على المدى الطويل في البنية التحتية الاستراتيجية هناك، وما زاد الطين بلة هو إعلان الأميركيين أن مشاركة الصين في المرفأ تُعَد مسّاً بالأمن القومي الأميركي، لأن السفن الحربية الأميركية ترسو في المرفأ، وتخشى واشنطن من تجسّس صيني عليها، وهو ما يعني أن الحكومة الإسرائيلية ستكون مجبرة على الاختيار بين الصين والولايات المتحدة، لكن إسرائيل اليوم تحاول التوصل إلى اتفاق مختلف.
الصحيفة الإسرائيلية تؤكد أن الصينيين لديهم المال والمصلحة في إطار مشروع "طريق الحرير" الذي يريدون استكماله قبيل منتصف القرن، وتشمل الخطة بناء طرقات برية وبحرية بين الصين والسوق الكبرى في أوروبا، وفي الموازاة بسط الهيمنة الصينية في مجال الاتصالات الدولية، وتوقعت الصحيفة أن تطبّق الصين في سوريا النموذج الإفريقي، حيث قامت بعمليات بناء في جزء كبير من دول إفريقيا غير القادرة على الإيفاء بديونها، وهي تسيطر في المقابل على مواردها الطبيعية وتتحكم بشكل خاص بسياستها في خدمة المصالح الصينية.
وبالحديث عن الموقف السياسي الصيني إزاء الأوضاع في سوريا يمكن القول أن الانسجام الصيني السوري كرسّته المواقف المتكررة التي استخدمت فيها بكين الفيتو لإجهاض أي قرار يستهدف الدولة في سوريا، وهذا ما شدد عليه السفير الصيني بالكويت أمس بأن بكين تؤيد الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، فيما عبّر السفير الصيني في لبنان بوقت سابق عن رفضه القرار الأمريكي الذي يضع سوريا تحت السيادة الإسرائيلية، وهو ما يشكل نقطة إضافية في معيار التخوفات الإسرائيلية.
المصدر: وكالات
شارك المقال: