Thursday March 28, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

عقدٌ من الحرب والهجرة القسرية.. «التطرف والمذهبية والتسليح هزّ الشباب السوري»

عقدٌ من الحرب والهجرة القسرية.. «التطرف والمذهبية والتسليح هزّ الشباب السوري»

 حسن سنديان 

للسنوات العشر التي مضت، إلى كل طفل جائع مصلوب على خشبة الوطن، إلى كل مهجر قسري داخل وخارج البلد، وإلى كل من رحلوا ويريدون الرحيل حالياً، إلى 10 سنين من روايات الحرب نعتذر، هذا المقال مخصص لكم و"كاسك ياوطن".

"متى سأرى والدي.. متى موعد الهدنة، يا ترى هل سينفذون بنود اتفاقية أستانا؟".. هذا الكلام ليس من حوار سياسي مقتطف من إحدى البرامج التلفزيونية، لا بل كلمات  الصحفية "رنيم ددش" من بلدة الفوعة بريف إدلب، التي تروي فترة حصارها وخروجها من بلدتها في ظل اتفاقية جرت مع الحكومة السورية والمتشددين في إدلب عام 2017.  

من بلدة الفوعة إلى ريف دمشق، "تروي" رنيم بقصة حصارها معاناة جيل كامل في سوريا مرّ عليه الويلات، بعد عشر سنوات من الحرب طغت على هذا الجيل، لا بل مسحت ملامحه أيضاً « خلال فترة حصاري في بلدتي الفوعة انقطعت  أربع سنوات عن جامعة بلا ذنب، افتقدت الكثير من الأشياء كالأسير في زنزانة منفردة لا يعرف ماذا يحصل من حوله.. لا يوجد أي عجلة للحياة، لايوجد أي منفذ للحياة». 

حاولت الشابة "رنيم" التي وصفت عمرها "بالربع قرن" أن توثق فترة الحرب عندما كانت محاصرة آنذاك في منزلها وعبر الصور الجدارية في غرفتها التي تذكرها تماماً بكل تفاصيلها، وثقت الحرب بكونها ناشطة صحفية آنذاك في محاولة لعدم الاستسلام للعجز، لكن للحرية ضريبة تقول رنيم. «أنت فقط على الهوية من الفوعة.. المنقطة فيها متشددين وأتراك، وغيرهم». وتضيف «الوضع الاقتصادي حالياً كشابة يحاصر خطواتي، لا أستطيع اختيار اللباس الذي يناسبني لا أستطيع أن أكون في منزل يشبه منزلي في القرية، نحن مجبورون على العيش بعلب كبريت أو بقبور.. "من الآخر مافيي إحلم"».

عقدٌ من الحرب.. أزمة اقتصادية أنهت جيلاً من الشباب 

بعد عقد من الحرب السورية كيف يرى "أوس الحجار" "ناشط اجتماعي" نفسه في سوريا، «عالة .. لا قيمة لهُ» يقول أوس هذه الجملة دون زيادة أو نقصان، متحفظاً عن حديثه حول عشر سنوات من الحرب في سوريا، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية.

هذه الرد نموذجاً يمثل ملايين الشباب في سوريا، باحثين عن طوق النجاة خارج بقعة الخراب هذه "سوريا"، التي أصبحت عائق على شبابها، دون حل سياسي أو اقتصادي ينهي السنوات العشر الماضية.. من المؤكد أن السوريين تنازلوا عن الياسمين الدمشقي راضين باستبداله بالياسمين الاصطناعي في دول الخليج. 

سوريا بلد الشيخوخة.. هجرة قسرية

"راما العودة" مهندسة معمارية "27 عام" من سوريا، أرادت بكلمات بسيطة أن تشرح وضعها ووضع أخيها بجملة بسيطة "هجرة قسرية"، اختصرت فيها "راما" وضع الشباب من الجنسين والطوق للهجرة، في ظل الأزمة الاقتصادية، التي ربما سيطلق عليها قريباً "محرقة الشباب" في سوريا، إن بقيت على هذا الوضع، تقول "راما" «لايجود شباب لايوجد وعي ولا ثقافة، ولا مستقبل للبلد لأن البلد لهم وأخي واحد منهم». 

وأضافت "راما" « في سوريا لا أظن أي شاب سيستطيع تأسيس مستقبل له لأن شبابها ضاع مستقبلهم مع مستقبل البلد.. بكل بساطة الشباب في سوريا لا يفكرون في "بكرا" الهم الوحيد هو اليوم فقط، كيف سأكل كيف سأشرب سأعمل لأكفي مصروفي». 

"التطرف والمذهبية والتسليح هزّ الشباب السوري"

يرى رئيس وفد معارضة الداخل السوري، أمين عام "حزب المؤتمر الوطني"، إليان مسعد، أنه «بعد عقد من الحرب على سوريا دفع الشباب ثمن غالي فكري وسياسي وفلسفي، ابتدأت في موضع وانتهت في موضع آخر، وهذا أثر على معنوياتهم بشكل عنيف وشديد»، مضيفاً أن «التطرف والمذهبية والتسليح هز الشباب بعنف ومشاهد الحرب في سوريا أثرت على قناعاتهم في أمور الحرية وحقوق الإنسان وفقدوا الثقة تقريباً بكل شيء».

"مسعد" في تصريح لجريدتنا اعتبر «أن الأهم من الناحية الاقتصادية إن كان الشباب في هذا الطرف أو بأخر كلهم معرضين للتجنيد، وبالتالي من قضى فترات طويلة دون مدرسة وعمل ومهنة هذا أثرى أيضاً بعنف على مستقبله، وهناك جيل فُني تماماً مستقبله»، مشيراً إلى أن «الأزمة الاقتصادية ألقت بهيكلها على الشباب، وسوريا بلد منهك جرى تدميره». 

وتساءل "مسعد" أين هم الشباب؟، معتبراً أن «الكثير منهم في المهجر يبحثون عن فرصة بأماكن اللجوء وفي الداخل يبحثون عن فرص عمل وهي قليلة، وفي المهجر هناك أزمة هوية فكرية واقتصادية للشباب، والحقيقة أن النساء والسباب دفعوا أكبر ثمن ولتتعافى سوريا تحتاج لفترة طويلة جداً أكثر من 15 سنة.

وحول الحل السياسي في سوريا وتأثيره على الشباب يرى أمين عام "حزب المؤتمر الوطني" أنه «لا شك أن الحل السياسي وكل ما كان أسرع وأبكر سيؤدي إلى حل لمشكلة الشباب كما سيؤدي هؤلاء إلى سوق العمل والإنتاج»، مضيفاً أن «الجميع ينتظر الحل السياسي ومن لم يهاجر ينتظر هذا الحل الذي سيعيد تدوير العجلة وتحريك الاقتصاد السوري والتنمية المستدامة وخلق فرص جديدة، وإعادة الإعمار سيكون على عاتق جيل الشباب».

 

 

  

المصدر: خاص

شارك المقال: