Thursday March 28, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الشباب السوري.. "كم مرة استشهدنا وانصلبنا وأخيراً الوطن ليس لنا"

الشباب السوري.. "كم مرة استشهدنا وانصلبنا وأخيراً الوطن ليس لنا"

خاص/ حسن سنديان 

«ياترى أديش راح ولاد.. من هل وطن أديش هاجروا أديش الوطن موجوع يالله الوطن ما أحلاه هو أكبر من أني دور على وطن تاني».. بهذه الكلمات نقلت الفنانة السورية منى واصف، بمسلسل مدرسة الحب 2016، مشهد معاناة السوريين، نقلت مشهد الحب، الهجرة، الشباب، الموت، الحياة، فكانت النتيجة، وطن بلا شباب، وطن بلا سكان.

الجريمة: حق الحياة أو البحث عن مكان آمن، النتيجة مأساة ليست كمأساة بقية الشعوب، وحكاية تروي الشقاء وما بقي من أموات في هذا الوطن على قيد الحياة شكلياً.

من بقي في الوطن يدفع جريمة هذا البقاء، وربما فئة الشباب التي استنزفت، بل على ما يبدو أنهم يبحثون عن وطن آخر، يحفظ لهم ما تبقى من حلم، ما تبقى من كرامة، ما تبقى من أمل ما تبقى من خبز للعيش على رغيف الدم، ولكن معذور يا موطني، معذور.

ألسنا نحن حماة الديار؟.. لم يعد هناك ديار كي نحميها، بل هناك ديار ندفع ثمن البقاء فيها، ندفع الثمن لأهل الكراسي، كم بقينا نحن الشباب في جروحك يا وطن، كم غنينا موطني، كم استنزفنا، كم بقينا غرباء في هذا الوطن؟ كم مرة استشهدنا وانصلبنا، وأخيراً الوطن ليس لنا.  

موطني نحنا الشباب أصبحت ثيابنا مرقعة، من الجوع ومن القصف، لا نملك، ثمن استبدالها، أنتظرك يا موطني علّ الشيب يهز ما بقي منك من إحساس، أم نترك الأمر لحلّ خارجي؟، هناك حل افتح أبواك يا موطني، نعلم أن الغربة فقر، ولكن الفقر في الوطن غربة، وموت حلم الشباب غربة، والكرامة غربة، فتياتك يا موطني شعرهن شاب، ينتظرن الأمل، لبسن الفضة والتنك بدلاً من الذهب، والانتظار بدلاً من الفرح والتطور، أتراها منصفةً يا موطني؟. 

من بقي في الداخل يعاني البطالة، تراه على أرصفة الحدائق، يدخن على أمل الانتظار، ربما لا ينتظر التطور بل، ينتظر العمل، لكسب قوت يومه، والبطالة أنهكت الشباب الذي لن يعود يوماً.

في شباط الماضي، أفاد رئيس المكتب المركزي السوري للإحصاء، أن نسبة البطالة في سوريا بلغت عام 2019 بحوالي 31.2 في المئة من قوة العمل البالغة 5.396 ملايين نسمة، بعدما سجلت 48.4 في المئة في عام 2015، من دون أن يشير إلى نسبتها في 2020، فضلاً عن هجرة الأطباء السوريين إلى الصومال، الشريحة الأكثر قدرةً على إيجاد فرص العمل، أزمة يمكن اختصارها بعبارة أنّ البلد يلفظ أولاده، ويمكن إسقاط الأمر على كل الشرائح الشبابية، من الخريجين الجامعيين وغيرهم. 

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: