"الرقة".. مقبرة جماعية فُتحت ولن تُغلق
تسعى بعض وسائل الإعلام الأجنبية إلى إغفال الأثار السلبية لعملية "التحالف الأمريكي" في مدينة "الرقة" السورية، على الرغم من اكتشاف المزيد من المقابر الجماعية يوماً بعد يوم، والتي تؤكد حجم "العشوائية" في التعامل مع ملف "الضحايا" المدنيين من قبل الدول الغربية.
نحو 3 آلاف مدني لقوا حتفهم نتيجة قصف قوات "التحالف" لمدينة "الرقة" بـ4آلاف غارة جوية عشوائية استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وبعضها محرم دولياً، بحسب المعلومات التي حصلت عليها جريدتنا.
نقيب الأطباء بالرقة الدكتور "جمال العيسى" قال لـ"Q Street Journal": «يُكتشف يومياً عدد من الجثث بين الأنقاض الذي سببه القصف الجوي العشوائي للمدينة، علماً أنه لم يتم رفع سوى 5% من الركام، أي أننا أمام مقبرة مفتوحة ورقم لا نهائي لعدد المدفونين تحت الركام».
وأضاف "العيسى" إن «المقابر الجماعية في ريفي الرقة الغربي والجنوبي اكتشفت فيها العديد من المقابر الجماعية لجنود حامية مطار الطبقة العسكري وعدد من المدنيين الذين قتلهم تنظيم "داعش" أثناء سيطرته على المنطقة، رُفع معظمها، وتم التعرف على الجثث من خلال فحوصات (DNA)، حيث فاق عدد المقابر المكتشفة الـ10».
واكتُشفت المقابر الجماعية في المدينة وضواحيها على مراحل متعددة منذ بداية طرد تنظيم "داعش" منها، مما ينذر بوجود مقابر لم تُكتشف بعد، لعدم وجود التقنيات المناسبة وغياب المؤسسات الرسمية للحكومة السورية، واقتصار البحث ورفع المقابر لمجموعات العمل المدني والصُدف أثناء رفع الأنقاض، وخاصة في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية".
مصدر خاص من داخل مدينة "الرقة" قال لجريدتنا إنه «لم يتم التعرف على الكثير من الجثث عدا تلك التي دُفنت مع ثبوتياتها، وهذا أمر نادر جداً لأن مقاتلوا تنظيم "داعش" حرصوا على سرقة الثبوتيات التي استخدموها لاحقاً للخروج من الرقة بعد انهيار التنظيم ومحاصرته ضمن المدينة».
هذا، ودعت منظمة "هيومان رايس وتش" في وقت سابق إلى تقديم المساعدة التقنية لمجموعة محلية لها لحفظ الأدلة على جرائم محتملة والتعرف على الرفات.
الجثث المتحللة والمتفسخة تحت الركام تشكل خطر بيئي وصحي للأهالي القاطنين في المدينة، بحسب المهندسة "شمس الجاسم" مديرة بيئة الرقة والتي قالت إنه «انتشرت مؤخراً الكثير من الأمراض الجلدية المعروفة إضافة إلى عدد من الأمراض التي شُخصت أعراضها بأنها تشبه أعراض التهاب الكبد، لكنها ليست كذلك من حيث النتائج، أي أنه مرض جديد لم يُصنف طبياً بعد».
المصدر: عمار الشبلي
بواسطة :
شارك المقال: