بعد إثارته للجدل بمقاله الأخير.. "خالد العبود" يرد

رد أمين سر مجلس الشعب السوري "خالد العبود" على الانتقادات الأخيرة التي طالته بعد نشره عبر صفحته الشخصية مقالاً مطولاً تحت عنوان "ماذا لو غضب الرئيس الأسد من بوتين"؟.
"عبود" وعبر صفحته الشخصية أيضاً على فيسبوك كتب: «أولا نتوجّه بالتحية والتقدير، إلى كلّ الأخوة والأصدقاء والأبناء، الذين وصلتهم كلماتنا وأخذت منهم الاهتمام والتقدير، أولئك الذين أغنوها وصوّبوها، إلى المكان الدقيق الذي يجب أن تكون فيه وعليه.. بعض الأصدقاء أراد أن يؤكّد على التحالف "السوريّ – الروسيّ"، ويذهب في أنّنا لا ننكث بعهد، ولا نغدر بصديق، ونحن نقول، بأنّ هذا الكلام صحيح، ولم نقل ما يعاكسه، أو يناقضه، وهي المدرسة الوطنيّة الأخلاقية التي يتعامل بها السوريون مع أصدقائهم، والتي رسّخها القائد الخالد حافظ الأسد، لكن السؤال كان، وفق فرضية الاعلام الروسيّ: ماذا لو نكث الأصدقاء بنا؟!!».
وأضاف «بعض الأخوة اعترض على العنوان، وعلى المتن الذي يضع فرضية "غضب الرئيس الأسد"، في مواجهة فرضيات الإعلام الروسيّ، من خلال تدخّلها في مفردات السيادة الوطنية، وهنا وقع هذا البعض، دون أن يدري، بشباك المرويات الساقطة لاعلام العدو، معتبراً أنّ الرئيس الأسد لا يمتلك "خيار الغضب"، حتّى أنّ البعض اعتبر أنّ مفهوم "الغضب السياسيّ"، حالة من حالات "الغباء السياسيّ"، ونحن نقول بأنّ "الغضب" أداة من أدوات الفعل والتأثير السياسيّ، وأنّ الرئيس بشار الأسد، غضب من الصديق الروسيّ سابقاً، حسب معلوماتنا، بعد أن سرق ضباط استخبارات روس، عظام الجندي الصهيونيّ النافق، من أطراف "مخيّم اليرموك"، بالتعاون مع بعض العناصر الارهابيّة المسلحة، وذلك باعتراف الأصدقاء الروس ذاتهم، وقدّمها الرئيس "بوتين" هديّة لـ "نتن ياهو"، عندها غضب الرئيس الأسد، من هذا الفعل الروسيّ، وأعلم الأصدقاء الروس أنّ هذا الفعل مدانٌ، ولا يمكن أن يمرّ بدون ثمنٍ وطنيّ مقابلٍ لسوريّة، وطالب الرئيس الأسد يومها باطلاق سراح الأسير السوريّ "صدقي المقت"، خضع الأصدقاء الروس لطلب الرئيس الأسد، وقيل بالحرف في أروقة القرار الروسيّ، بأنّ الرئيس الأسد كان غاضباً، وهو يريد "صدقي المقت"، وعاد "صدقي المقت"».
وأردف «لبعض الأخوة الذين أرادوا أن يؤكدوا لنا أنّه لولا "فضل الروسيّ"، لكانت سوريّا في خبر كان، وسؤالي لهؤلاء جميعاً: إذا كان الأمر كذلك، ماذا نقول لآلاف الشهداء من أبناء القوات المسلحة السوريّة، هل كانت دماؤهم في غير مكان الدفاع عن سوريّا، وقرارها وسيادتها واستقلالها، ومستقبل أبنائها وأمنهم وسلامتهم؟!!.. ثمّ.. أين كان الروسيّ في عام 2005، عندما اجتمع العالم في لبنان، وأراد أن يجعل من "دم الحريري" جسر عدوان علينا، ثم أين كان الروسيّ في عام 2006، حين صمدنا مع حلفائنا في لبنان، في وجه عدوان الكون علينا أيضاً؟!!.. لا بل أكثر من ذلك، لهؤلاء جميعاً:
أين كان "الروسيّ" حين قذف الرئيس الأسد في وجه "كولن باول"، شروط "رامسفيلد" عليه بالاستسلام؟!!.. أمّا بعض الأخوة الذي أراد أن يذكّرنا بأنّ الأصدقاء الروس استعملوا "الفيتو" أكثر من 10 مرّات، دفاعاً عن النظام السياسيّ في سوريا، لهؤلاء نقول بأنّنا نحترم رأيكم، لكنّ رأينا يقول بأنّ استعمال كلٍّ من "الروسيّ" والصينيّ" لـ "الفيتو"، لم يكن دفاعاً عن سوريّا، وإنّما هو دفاعٌ عن مصالحهما في سوريّا والمنطقة».
وأوضح «هنا نؤكّد لبعض الأخوة، أنّه من كان يعتقد بأنّ الجيش السوري وحزب الله والصديق الإيراني، هؤلاء جميعاً عجزوا عن سحق أداة الفوضى، فجاء الروسيّ كي يفعل ذلك، فهو مصاب بحول معرفيّ سياسيّ لن يبرأ منه.. البعض من السوريين أرادوا أن يبرّروا للأصدقاء الروس أنّ ماكنتهم الاعلامية مخروقة، أو هي ذات آراء متعدّدة، أو أنّها تمتلك حيّزاً من "الحريّة"، ونحن نوضّح لهؤلاء جميعاً، أنّ هذا ليس دوركم، في أن تتلقّطوا ذرائع لفرضيات الاعلام الروسيّ، دوركم كان بالضبط أن تكونوا في مواجهة هذا الاعلام، كي يوقف همروجة هذه الخزعبلات، خشية ودفاعاً عن هذا "التحالف" ومستقبله».
واستطرد قائلاً «أمّا الذين طلبوا منّا سحب المقال، والاعتذار للأصدقاء الروس عنه، فإنّا نؤكّد لهم جميعاً، أنّ الأولى بكم الآن أن تسحبوا صمتكم، أمام دور هذه "المكنة" المشبوه، وهي تبثّ خزعبلاتها على السوريين، وأن تعتذروا أنتم عن هذا الصمت لكلّ من مسّه شيء منها.. أمّا أولئك الأخوة والأبناء الذين فتحوا صفحاتهم للردح والقدح ضدّ رأينا، نقول لهم، وبكلّ يقين، تأكدوا أنّه لو أنّكم فعلتم ذلك في مواجهة ما صدر عن الاعلام الروسيّ، لساهمتم كثيراً في خلق موقف روسيّ جديد، ممّا فعله إعلامه فيكم..أمّا بعض المتثاقفين الذين لم يفرّقوا بين الموقف الوطنيّ والموقف السياسيّ، أو بين القرار السياسيّ والقرار الوطنيّ، عليهم أن يقعدوا في بيوتهم و"يكشّوا الذباب"، أشرف لهم بكثير».
11وأضاف «أما أن يخرج علينا أحدهم، وقد هزّه "تهديدنا لحليفه الروسيّ"، (وهو لم يحصل منّا، إلا ضمن فرضية على فرضية)، وطالبنا بالاعتذار منه، وهو الذي لم يُبقِ شتيمةً بحقّ شرائح سورية واسعة، وخوّن مؤسسات دستورية في البلاد، واتّهم أحزاباً وطنيّة عريقة بالعمالة والأخوانيّة، فإنّنا نذكّره بأنّ اعلاماً روسيّاً تطاول على كرامة السوريين الوطنيّة، واعتدى على ضميرهم ووجدانهم الجمعيّ، وبالمقابل فأنت لم تفعل شيئاً في مواجته، ولم تطالبه بالاعتذار لنا، وهذا لعمري من نكد الدهر علينا!!.. أمّا بعض من يقتات على مزابل السفارات، ويتلقط عيشه بمواخير بعض الصفحات الصفراء، أو يعتاش على إشغال الناس بالرقص على أبواب الفضائيات ووكالات الأنباء، فهؤلاء جميعاً، لا تُشغلوا لهم بالاً، دعوهم يترزّقون!!».
وختم العبود حديثه قائلاً «نتفهّم، ونفهم، ونجلّ جدّاً، حبّ الكثيرين من السوريين لـ "روسيا"، وتحديداً للرئيس "بوتين"، الذي نحبّه أيضاً، ونحبّ "روسيا"، ونحترمها، ونحترم تضحيات شعبها، ووقوفه إلى جانبنا، حيث امتزج دمنا بدمه، لكنّنا، أيها الأحبّة، نحن نحبُّ سوريّا أكثر».
المصدر: رصد
شارك المقال: