وداعاً لـ«البسكويت» و«القداحات».. 50 ليرة «المعدنية» مطروحة في حلب
انطوان بصمه جي
استقل أحد المواطنين ميكرو باص "14 راكب" صباحاً لينقله إلى مكان عمله في المنشية القديمة الواقعة في "مركز المدينة"، ليكون نصيبه الجلوس بجانب السائق في المقعد الأمامي، وناول الراكب سائق السرفيس 100 ليرة مستغرباً من عدم سماع المقولة المشهورة التي باتت عنواناً لسائقي الميكروباصات والنقل العام "ما في خمسين بدنا فراطة" أو قداحة أو قطعة بسكويت، ماهي إلا ثواني ليتناول قطعة معدنية جديدة من فئة الخمسين ليرة ويضعها السائق في يد الراكب بكل ثقة.
ابتسامة كبيرة ارتسمت على وجه الراكب الذي حالفه الحظ حين تلمس الفئة النقدية الجديدة، في حين قال السائق "أبو أحمد المالك" لميكرو باص على خط الهلك وهو أحد المواطنين الذين راجعوا مصرف سورية المركزي بحلب بعد أن سمع من - صديقه على الخط - أنه اصطحب أحد أبنائه صباحاً وحصل معه على 4 آلاف ليرة سورية من فئة الخمسين ليرة "معدنية"، ليذهب "أبو أحمد" مصطحباً زوجته لتحصل معه على ما يعادل 2000 ليرة لكل منهما الأمر الذي يساعده من إرجاع "الفراطة" لجميع الركاب حتى نهاية دوامه ليلاً.
وعلمت جريدتنا من مصادر مقربة من مصرف سورية المركزي فرع حلب أنه بدأ بعمليات ضخ كميات كبيرة من العملة السورية المعدنية فئة الـ /50/ ليرة بحيث يمكن لكل مواطن الحصول على هذه الفئة بما يعادل ألفي ليرة سورية، إذ قام المصرف بتوزيع كميات مقبولة لعدد من الجهات العامة كالنقل الداخلي والمخابز إضافة إلى سائقي الميكروباصات وأصحاب المحال التجارية وأنه من الممكن لأي مواطن الحصول على الخمسين ليرة بمجرد مراجعة المصرف.
وكان نقص هذه الفئة النقدية من الأسواق خلال الفترة الماضية قد تسبب بالكثير من المشكلات خصوصاً بين المواطنين وسائقي الميكروباصات بسبب عدم توفرها واهتراء الورقي منها، واضطر العديد من السائقين إلى استبدال الخمسين ليرة بقطع بديلة من البسكويت و"القداحات " في خطوة أقرب إلى الطرافة لحل المشكلة مع الركاب، أما الغريب في الأمر فإن الأوراق النقدية من الفئة 50 و100 و 200 ليرة سوريا بدأت تتهالك بفعل الاستعمال اليومي الكثيف.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: