دوري أبطال اوروبا .. ملحمة لم تنته بعد 12
وسام الحداد
بدأ حامل اللقب إنتر ميلان الإيطالي نسخة 1965-66 بخسارة أمام دينامو بوخارست الروماني، رغم تسجيل هدف السبق لبييرو في الدقيقة 12 لكن فريق دينامو قلب تأخره إلى فوز بهدفين لهدف بعد هدفي فراتيليا وهايدو، إلا إن أبطال إيطاليا أدركوا الخسارة في الإياب وفازوا بهدفين دون رد لمازولا من ضربة جزاء، وفاشيتي، ليكمل الإنتر مشواره في البطولة.
ريال مدريد دخل البطولة بفريق قوامه من الشباب لقب بريال يايا لصغر سن لاعبيه، فريق جديد رغم بقاء بعض من لاعبي الحرس الأسطوري القديم مثل بوشكاش وخينتو كابتن الفريق، لكن يبقى فريق ريال مدريد سيد البطولة وله وزنه المحلي والأوروبي.
هذا ما ظهر جليا منذ الدور التمهيدي فبالرغم من الخسارة أمام فينورد الهولندي ذهابا 2-1، أمطر بوشكاش شباك فينورد بأربعة أهداف، وأضاف غروسو هدفا خامسا للريال لينتهي اللقاء 5-0 ويكمل الريال المشوار، ويتخطى فريق كيلمارنوك الأسكتلندي 7-3 بمجموع اللقاءين وصولا إلى الربع النهائي.
في هذه النسخة أيضا، يعود مات بوسبي صانع أمجاد مانشستر يونايتد التي أنهتها كارثة ميونخ مع فريقه الجديد وعلى رأسهم بوب تشارلتون أحد الناجين من الكارثة.
مانشستر فاز في الدور التمهيدي على فريق هيليسنكي الفنلندي 9-2 بمجموع المباراتين، وأزاح فريق فولفارتس برلين الألماني الشرقي في الدور الأول 5-1، وتأهل لملاقاة بنفيكا في الربع النهائي.
بدوره فريق بارتيزان اليوغوسلافي أظهر شخصيته القوية في هذه النسخة، وعبر فريق نانت الفرنسي 4-2 بالدور التمهيدي، وفريق فيردير بريمن الألماني 3-1 في الدور الأول، وفريق سبرتا براغ التشيكوسلوفاكي 6-4 في الربع النهائي ليدخل المربع الذهبي بقوة.
في الربع النهائي عوض ريال مدريد خسارته ذهابا أمام أندرلخت البلجيكي بهدف وحيد الى فوز بالإياب 4-2 ويدخل المربع الذهبي، ويضرب موعدا مع إنتر ميلان حامل اللقب الذي فاز بدوره على فريق فيرينتسفاروشي المجري 4-0 ذهابا وتعادل 1-1 إيابا.، لتعود ذكريات نهائي 1964.
مانشستر يونايتد اصطدم بفريق بنفيكا البرتغالي بقيادة أوزيبيو، واستقبله في أولد ترافورد ليكرمه بثلاثة أهداف عن طريق هيرد د.36، لاو د.44، وفولكس د.58 مقابل هدفين لبنفيكا عن طريق أوغستو وتوريس.
في النصف النهائي في سنتياغو برنابيو أكتفى ريال مدريد بهدف بيري الوحيد ليخرج فائزا بالذهاب، ويتعادل الطرفان في سان سيرو 1-1، فبعد أن سجل أمانسيو هدف السبق في الدقيقة 20، تمكن الإنتر من التعديل في الدقيقة 78 عن طريق فاتشيني لتخرج كتيبة هيريرا من البطولة، ويرد ريال مدريد اعتباره ويصل للنهائي مرة أخرى.
في بلغراد استضاف فريقها بارتيزان فريق مانشستر يونايتد، وذكريات الكارثة تعود مرة أخرى حيث كانت الطائرة المنكوبة عائدة من لقاء بارتيزان أيضا.
حساناجيتش سجل أولى أهداف بارتيزان في الدقيقة 46 وضاعف بيسياك النتيجة في الدقيقة 59 وينتهي لقاء الذهاب بفوز يوغوسلافي 2-0.
في الإياب اكتفى مانشستر يونايتد بهدف وحيد فقط عن طريق ستيليس الملقب بنوبي ليخرج من النصف النهائي واعدا بجيل جديد لمات بوسبي في السنوات القادمة القليلة.
في ملعب هيسيل في بلجيكا، نهائي أحد أطرافه من أوروبا الشرقية للمرة أولى في البطولة. تواجد أكثر من 46 ألف متفرج ليشاهدوا الجيل الجديد للفريق الملكي من دون أساطيره مثل دي ستيفانو وبوشكاش ، كان فريق ريال مدريد الذي وصل إلى أرض الملعب النهائي في بروكسل مختلفاً تماماً عن نظيره الذي اعتاد مشجعو كرة القدم مشاهدته على مدار العقد الماضي. نظرًا لتكوينهم بالكامل من اللاعبين الشباب وغير المعروفين، بمن فيهم خمسة من فريق الشباب.
تطلع الشباب إلى خينتو الناجي الوحيد من الفريق الفائز عام 1956 وهو قائد الفريق لتوفير الخبرة التي افتقروا إليها. ومن المؤكد أنهم احتاجوا إلى شخصية القائد للتغلب على خبرة بارتيزان الذي بدأ الضغط مباشرة مع الصفارة الأولى بفضل خط دفاعه الخلفي المتمثل في بيسياك وراسوفيتش وفاسوفتش الذين سيطروا على المشهد.
سيطر اليوغوسلافيون على اللعبة وأهدر جاليتش مهاجم بارتيزان المتميز والذي حصل على تصريح خاص من الجيش للعب في أول مباراة له من هذا العام، أهدر فرصتين في الشوط الأول، بينما ارتطمت كرة جهاد حسناجيتش بالعارضة. كان دفاع بارتيزان الأقوى خلال الشوط الأول وبقيت المباراة دون أهداف.
استمرت الهيمنة اليوغوسلافية بعد الاستراحة، وفي 55 دقيقة، وسجل فاسوفيتش هدف التقدم لبارتيزان.
هدف أصبح كالصدمة للاعبي ريال مدريد الذين انتفضوا على دفاع خصمهم القوي وبعد حوالي 15 دقيقة أرسل جروسو تمريرة إلى أمانسيو ليرسلها بدوره إلى شباك سوسكيتش حارس بارتيزان مسجلا هدف التعادل في الدقيقة 70.
انتعش شباب فريق ريال مدريد واستمروا في الضغط العالي، وما هي إلا 6 دقائق حتى أضاف سيرينا الهدف الثاني للريال بتسديدة على بعد 30 ياردة استقرت بالزاوية العليا لشباك سوسكيتش لينتهي اللقاء بفوز ريال مدريد 2-1.
لم يتمكن عدد قليل من رجال الشرطة المحيطين من إيقاف تدفق المؤيدين الإسبان على أرض الملعب للاحتفال بفوز آخر لفريق أوروبا الأكثر شهرة.
ربما يكون بارتيزان قد اقترب من تحقيق فوز كبير، لكنهم أضاعوا فرصتهم الآن لأن الفريق سيقسم بعدها مباشرة بمغادرة أغلب لاعبيه. في الوقت نفسه احتفل ريال مدريد بانتصار أوروبي آخر، هذه المرة مع فريق مكون بالكامل من لاعبين إسبان. فريق من الشباب.. شباب ريال يايا أضافوا لقبهم السادس في أحد عشر عاماً وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها فرق القارة الكبرى، لكن ريال مدريد حكم أوروبا مرة أخرى.
سجلأ أبطال البطولة:
ريال مدريد 6
بنفيكا 2
إنتر ميلان 2
أي سي ميلان 1
شارك المقال: