Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

كوبا اليسارية تلقن البرازيل اليمينية درساً في الإنسانية

كوبا اليسارية تلقن البرازيل اليمينية درساً في الإنسانية

في الوقت الذي تسعى فيه أغلب دول العالم إلى الحصول على المساعدات الطبية لاحتواء فيروس كورونا، تفشل دول متقدمة في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعوبها، ليعري الفيروس المستجد دولاً شهد العالم سابقاً بتفوقها المبني على نظام ديمقراطي، حاولوا تصديره قديماً وحديثاً بحروب عبثية وعقوبات على كل من لا يساير هواهم.

 الفيروس المستجد لم يكشف الدول العظمى بضعف الإمكانيات وقلة الحيلة أمام الوباء المتفشي فقط، بل خلخل النظام العالمي، وأربك البنية التحتية لدول لطالما تغنّت بتفوقها المبني على ثنائية الرأسمالية مقابل الاستراكية، واليمين في مقابل اليسار، لتكون قصة البرازيل وكوبا أقوى مثال على النظام العالمي المتناقض، فالأولى التي يسيطر عليها إدارة يمينية متطرفة، تستنجد بالثانية "الدولة الشيوعية" للحصول على الدعم الطبي لاحتواء فيروس كورونا.

القصة بدأت عندما طرد رئيس البرازيل اليميني بولسارنو الأطباء الكوبيين عام  2018 تنفيذاً لوعده الانتخابي، بحجة أنهم "إرهابيون" ويمولون "الحكم الديكتاتوري الكوبي" دون أن يكون مدركاً لحجم الخسارة التي تنتظره عام 2020، فمع بداية عام الكوارث العالمية، وظهور فيروس كورونا الذي اجتاح الدول بالتدرج، وقعت دول أمريكا اللاتينية تحت وطأة الفيروس وانتشاره، ومن بينها البرازيل التي استدارت 180 درجة باتجاه كوبا مع بدء انتشار الفيروس فيها، ويخرج وزير الصحة البرازيلي جاو جاباردو في مؤتمر صحفي متوّسلاً كوبا، لكي تعيد إلى بلاده، الأطباء الذين تمّ طردهم، للحيلولة دون انهيار النظام الصحي مع خروج الفيروس عن السيطرة في المناطق الريفية النائية.

كل ذلك يكشف حجم الدعاية الأمريكية في أمريكا اللاتينية بتشويه صورة الحكومات التي تخالف الهوى الأمريكي، فكوبا مثلاً، رغم فقرها ونظام العقوبات الأمريكية الخانق عليها، فهي تمتلك نظاماً طبياً يحظى بسمعة طيبة في العالم، ولديها عدد كبير من الأطباء على درجة من المهارة والالتزام الأخلاقي، بشكل يخالف واقع البرازيل التي تُصنف من الاقتصادات الناشئة، ومن أوائل الدول في الناتج المحلي، مع ذلك لم يشفع لها أن تطلب العون من الدولة الفقيرة، التي وقعت فريسة على مرّ الزمن للمؤامرات الأمريكية المنافية للعقل.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: