كاد المعلم أن يكون حقلاً للتجارب
خاص
من السهولة بمكان في سورية أنّ تصبح مُدرس، لتكسب وظيفة مضمونة تنال من خلالها راتب تعيش منه، سواء أكنت كفؤاً للتدريس، أم لم تكن وهذه مسألة ثانية.
وخصوصاً بعد انتشار كليات التربية "معلم صف"، ورغبة الكثير من السوريين في أن يروا أولادهم أساتذة، ومرد ذلك طبعاً للمكانة المرموقة للمدرس التي مازالت تعيش في مُخيلة كبار السن أسوةً بالزمن الجميل الذي عاشوه.
وفي هذه المقالة سنناقش هل المشكلة في المدرس أم أنّ المشكلة في طريقة التدريس؟
ما عليك/ي إلا أنّ تَبصم/ي كتب البكالوريا الأدبي حتى تصبح مدرس/ة، أو ألا يكون مجموعك/ي بالبكالوريا العلمي يؤهلك/ي لدخول ما كنت/ي تحلم/ي به، فتذهب/ي ل كلية " معلم الصف".، كونها توفر عنك/ي عبء البحث عن عمل بعد سنوات من الدراسة.
عقود من افتتاح كليات "معلم صف" لتحسين مستوى التعليم السوري، وها هي سورية في المرتبة الأخيرة في جودة التعليم ناهيك عن سنوات الازمة /الحرب، وتأثيراتها بالمدارس والمدرسين والطلاب.
لكن بالمقابل ماذا فعلت وزارة التربية قبل الحرب وبعدها للنهوض بالواقع التربوي؟
كثير من القرارات التي اتخذت سابقاً كانت في غير مكانها لجهة تحسين المستوى التدريسي، فمن خطة التغيير في المناهج غير المدروسة، ومن كم الأخطاء المتواجدة بحكم التغيير، وصولاً إلى جعل المدرس في آخر اهتمام وزارته وحتى نقابته.
يقول الأستاذ بديع "أنّ المدرس (الأستاذ) أصبح في أسفل الدرك اجتماعياً، بعد أن كان سابقاً يحل أكبر المشاكل سواء داخل مدرسته أو في إطار المكان الجغرافي المتواجد به"، ومضيفاً أنّ ذلك بفضل وزارة التربية التي جعلت الأستاذ بدون حماية لا من نقابته ولا من إدارته حتى، هذا ما عراه إدارياً من كافة أشكال الحماية، وجعل الاستهزاء به متوقعاً من أي تلميذ وفي أي زمان ومكان.
ناهيك عن حالات التعدي بالضرب التي تعرض لها المعلمون، وكانت وسائل التواصل كفيلة بنشرها لافتضاح المأل الذي أل إليه حال مدرسين اليوم، وكان آخرها حادثة الضرب المبرح الذي تعرض لها ذاك المدرس المسكين في طرطوس.
اليوم ومنذ عام 2013 وزارة التربية تُعدل وتغيير في مناهجها دون قدرتها على وضع المنهاج على السكة الصحيحة، فأحياناً تعدل المعدل وتجري دوماً دورات مناهج للمدرسين بمن حضر أو بمن سجل اسمه وذهب.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل الأستاذ الذي يتبع تلك الدورات بمناهج التعليم الحديث وسواها لديه القدرة على نقل ما تعلم الى صفه وتطبيقه؟
ومن زاوية أخرى وإن كان يستطيع نقل ما تعلمه هل يمكن تنفيذ ذلك في شعب وصفوف مكتظة بالطلاب "كالمكدوس" والإجابة تبقى برسم الوزارة المعنية، التي ربما لم تسمع عن فنلندا الدولة الأولى على مستوى العالم في جودة التعليم، التي تحترم التعليم ومهنة التدريس، والتي من الصعب جداً أن يصبح فيها أي شخص مُدرس، حيث هناك معايير وضوابط لذلك.
فلندا البلد الصغير لا يوجد لديه مدارس للمميزين ولا للمتفوقين، فهي لا تعزل الطلاب وفقاً لمستواهم التعليمي، وتساوي بينهم فأين وزارة التربية من تجربة فلندا؟ أم أنها تريد إعادة اختراع الدولاب من جديد!
ومع تخبطات الوزارة دائماً مع مطلع كل عام بين هندسة البرنامج المدرسي من جهة والنقص المريع في الكادر التدريسي، يخرج علينا المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية بفكرة مشاركة المجتمع المحلي في العملية التعليمية بعد أن كان مشاركاً في العملية التربوية فقط، ولربما كانت وسيلته الوحيدة للخروج من الدائقة التعليمية التي يمر بها اشراك الأهالي في العمل التعليمي من منطلق انهم الأقرب للطلاب من الوزارة بكوادرها.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: