زيارات أوروبية و ضغوط أمريكية.. "قسد" إلى أين ?!
دخلت إلى الأراضي السورية خلال الأيام الماضية عدة وفود أوروبية، من معبر "سميالكا"، الحدودي مع إقليم شمال العراق "كردستان"، وبطريق غير شرعية تحاول مجموعة من دول أوروبا الغربية، أن تنسق مع "الإدارة الذاتية"، المعنلة من قبل "مجلس سوريا الديمقراطية"، بخصوص عدد من الملفات ذات الشكل الإنساني، والطابع السياسي.
الوفد الفرنسي الذي دخل إلى سوريا، يوم السبت، ضم رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي، إضافة لكل من البرلمانيين، ورافهما من "فرنسا" ممثل الإدارة الذاتية في باريس المدعو "خالد عيسى"، كما دخل وفد نيروجي برئاسة ممثل وزارة الخارجية.
المعلومات التي حصلت عليها "جريدتنا"، تؤكد أن كلا الوفدين، حملا وعودا مالية لـ "قسد"، بحجة دعمها في تمويل المخيمات الواقعة ضمن مناطق انتشارها، إلا أن الغاية من هذا الدعم، هو الإبقاء على عناصر تنظيم "داعش"، وعوائلهم من حملة الجنسيات الأوروبية الغربية، ضمن هذه المخيمات وخاصة "الهول"، الواقع بريف الحسكة الشرقي، في مقابل أن تتعهد اوروبا بممارسة ضغوط كبرى على المعارضة الخارجية من خلال داعميها، ليقبل "الائتلاف المعارضة"، بمصالحة مع "قسد"، توجب مشاركتها في "لجنة مناقشة الدستور"، كجهة معارضة للحكومة السورية.
مساعي "قسد"، للتصالح مع "الائتلاف"، تأتي في ظل استمرارية مفاوضتها مع "أنقرة" بدفع من أمريكا للوصول إلى الشكل النهائي لـ "المنطقة الآمنة"، التي تريدها "واشنطن" في المناطق القريبة من الحدود مع تركيا، بهدف منع استمالة "أنقرة" من خلال تقديم ضمانات أمنية وسياسية لها بأن الطرف السوري من الحدود لن يكون حديقة خلفية لـ "حزب العمال الكردستاني"، وذلك رغبة من الإدارة الأمريكية باستمالة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، أكثر من اللازم لثنيه عن الذهاب بالعلاقات التركية مع "روسيا" نحو استيراد الصناعات العسكرية الروسية إلى تركيا كصفقة صواريخ "s-400".
كامل قادة "مجلس سوريا الديمقراطية"، يدركون تماماً، إن القوى المسلحة الكردية ستكون الحلقة الأضعف في أي توافق "أمريكي - تركي"، حول الشمال السوري، وأن "تركيا"، باتت تجيد اللعب بورقة "العلاقة مع "روسيا"، كعامل ضغط على واشنطن، لتنهي الأخيرة وجود القوى الكردية المسلحة بالقرب من الحدود، ويبدو ان "القادة الأكراد"، إن صح التعبير، سيذهبون نحو القبول بكامل الشروط الأمريكية، مقابل عدم قطع الدعم السياسي والعسكري المقدم من واشنطن لـ "قسد"، في حال توجهوا للعمل مع الدولة السورية على وضع خطة واضحة لـ "التسوية الكبرى في المنطقة الشرقية"، ولعل الوفود الأوروبية كما يهمس بعض الصحفيين المقربين من "قسد"، تحمل إلى "الإدارة الذاتية"، ضمانات التنفيذ المالي من أمريكا، فالأخيرة لم تعد تدفع من خزينتها منذ أن تولى "دونالد ترامب"، الرئاسة الأمريكية.
المصدر: خاص
شارك المقال: