ينابيع من المازوت.. والمواطنون لا يحصلون عليه !
حملت السيدة الستينية "خالدة محمد" وعاء لتعبئة كميات قليلة من مادة المازوت، تدفئ بها شيخوختها وأطفالها الصغار، خلال موجة البرد الاستثنائية، التي تجتاح المنطقة، لكن تلك السيدة ورغم بحثها وتجوالها سيراً على القدمين لأكثر من 3 ساعات وهي مريضة في محطات "القامشلي"، عادت خائبة دون أي نقطة مازوت، وهي تجر خيبات الهزيمة والانكسار أمام الأطفال الذين ارتجفوا برداً وقهراً.
طوابير الأهالي وهم يقفون بجانب محطات الوقود منذ ساعات الصباح الأولى، في مدن وبلدات الجزيرة السورية، لعلهم يحظون بكميات ولو بسيطة من مادة المازوت، لكن غالبيتهم أكّدوا بأن هذا البرنامج بات يومياً للتجوال على تلك المحطات لكن عبثاً ودون نتيجة.
فـ"أحمد الابراهيم" قال لجريدتنا أنه «منذ يومين يتجول على تلك المحطات من أجل تلك المادة، لكن حتى أصحاب المحطات يتعذرون لفقدانها، لكن أصحابها يمنحون المازوت لمن يعرفونه، وقدد تمت مشاهدة ذلك علناً، وهم لا يخجلون من ذلك التصرف، والعجب والغرابة أن منطقتنا فيها ينابيع من النفط، وآبار تنتج مادة المحروقات تكفي البلد بأكمله، أين تذهب، وإلى أي البقاع تصل، لا أحد يعلم، المهم أننا نعيش حالة قهر وبرد وموت يومي».
أزمة حقيقة يعيشها الأهالي في منطقة الجزيرة السورية، لغياب مادة التدفئة الرئيسية وهي المازوت، وهم يستغربون هذا النقص، رغم أن مصادرها وضخها وكمياتها لم تنقص ولم تقل، والسؤال الذي يطرحه الاهالي، لماذا يتوفر وبالكميات المطلوبة في السوق السوداء، وهم يستغربون هذه الحال المريرة، ويحمّلون الإدارة الذاتية مسؤولية هذه المعاناة التي يعيشونها، والتي وصلت بأصحاب المولدات الخاصة بعدم تغذية المنازل بالكهرباء، بذريعة عدم توفر المازوت، ويضاف إلى ذلك انقطاع الكهرباء الرئيسية منذ أيام عن المنطقة، فهم يطلبون الرحمة بمنطقة وأهلها، لا ينقصهم إلا الموت!!
المصدر: خاص
شارك المقال: