يغيب الأمريكيون فيأتي الصينيون.. التوجه الصيني نحو الشرق عبر النافذة السورية
يغيب الأمريكيون فيأتي الصينيون، واشنطن تفرض شروطها للحلّ، فلا مشكلة فالخيار الآخر موجود بالتوجه نحو الشرق.
أغلب كلام المحللين في هذه الأيام يتحدث عن دورمتنام للصين في الشرق الأوسط، غير أنه يتأكد مع الانسحاب الأمريكي المتدرج من المنطقة.
لذلك يمكن القول إنّ الصين التي كانت تعتمد سياسة العلاقات على المستويات الجماعية أصبحت اليوم تهتم بإدارة العلاقات على المستويات الثنائية مع الدول المنفردة.
وهذا يفرضه المتغير الطارئ عند الأمريكي، فالقرار الصيني يحركه ما يدور في البيت الأبيض من خطط للتخلص من مأزق حروب العشرين سنة الماضية أولاً، والتوجه إلى محاربة العدو الاقتصادي القادم ثانياً.
الصين تدرك أن عليها الرد على التوجه الأمريكي نحو أراضيها، عبر شنّ ما يشبه الهجوم الدبلوماسي المعاكس، وأي مكان أفضل من الشرق الأوسط، لفعل هذا.
بدأت الصين من إيران عندما وقعت الاتفاقية الاستراتيجية معها، لتكون أساساً لتعاون متين يواجه الابتزاز الأمريكي لطهران 25 سنة مدة الاتفاقية، تكفي لزيادة تعمق النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، وتقويض الجهود الأمريكية لإبقاء إيران في عزلة، وهو ما قاد في وقت لاحق إلى تحرك الأمريكيين نحو إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.
400 مليار دولار استثمارات صينية في إيران، ستكون مكملة لمشروع الحزام والطريق، الذي يفرض عنصر الأمان والاستقرار كشرط لتنفيذه.
اليوم الصين تعيد الكرة مع سوريا، وترسل وزير خارجيتها إلى العاصمة السورية، في أول زيارة لمسؤول صيني كبير إلى سوريا منذ العام 2011.لتكون بداية تحول كبير في السياسة الخارجية الصينية تجاه الأزمة السورية.
فوجود رأس الدبلوماسية الصينية في قلب دمشق يمثل رسالة قوية للأمريكيين والأوربيين الذين يضعون شرط التغيير لبدء الإعمار أو تطبيع العلاقات.
كما أنه يتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن للدول التي تنوي التعامل مع الدولة السورية، لذلك تمثل الصين الخيار الأفضل في وجه الجمود الغربي والتردد العربي في طرق أبواب دمشق.
من جهتها الصين.. تعلن المواجهة في أرض حساسة، خصوصاً أن دول الناتو اتفقوا في آخر اجتماع على اعتبار الصين الخطر الأكبر في العالم.
وإذا كان يبدو الطموح الصيني واضحاً في دول ليست على وفاق مع الولايات المتحدة، فإنها تسعى أيضاً إلى علاقات مع دول لطالما اعتبرت قاعدة متقدمة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مثل السعودية، التي قد تضطر إلى استجلاب الصين.
إذا أكمل الأمريكيون انسحاباتهم من قطر وأفغانستان، وتعتبر كابول أيضاً بيئة مناسبة لدخول الصينيين، بعد أن كانت موطئ قدم للأمريكيين، لاسيما أن حركة طالبان المعومة دولياً تريد قوة عالمية، تفضل الخيار الاقتصادي على خيار العسكرة.
للمزيد اضغط الرابط:
https://www.facebook.com/105986514160132/videos/1031088657687481
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: