Friday April 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"ياسمين" الفرقة الشرقية للمسرح المدرسي

"ياسمين" الفرقة الشرقية للمسرح المدرسي

"ياسمين" الفرقة الشرقية للمسرح المدرسي

ربما لا يعلم من حضر أمسية «ياسمين» في دار الأوبرا التي أُطلِقت من خلالها الفرقة الشرقية لوزارة التربية بقيادة «ربيع عزام»، ومشاركة طلاب من المرحلتين الإعدادية والثانوية عزفاً وغناءً، أن جميع المشاركين لم تتجاوز سنوات تعلمهم للموسيقا الخمس سنوات في الحد الأعلى، وانطلاقاً من هذه المعلومة يمكننا الجزم بأن ما وصل إليه أولئك الطلاب يُعدّ للعارفين بما تحتاجه تلك المقطوعات من تمارين مكثفة، أقرب إلى الإعجاز، لما تمتلكه من تقنيات دَنَتْ من الاحترافية في كثير من مواضعها.

البداية كانت مع مقطوعة آلية من قالب «السماعي» تأليف التركي «جوكسيل» على مقام الحجاز، ورغم ما هو معروف عن خصوصية وصعوبة هذا القالب على مستوى العزف للوصول إلى شخصيته الخاصة، إلا أن الطلاب استطاعوا أن يبرزوا الألوان الساحرة للآلات العربية: العود والناي والقانون، بمرافقة الإيقاع المركب ذي الوزن (10 على 8)، بحيث إنهم أجبروا السامعين على التَّخلي عن فكرة الانبهار بما يجودون به رغم أعمارهم الصغيرة، والتركيز على تطويعهم لمعرفتهم الموسيقية وتكاملهم مع بعضهم في تظهير هذه الصورة المُبهرة، التي تواصلت مع وصلة موشحات سورية وأندلسية من مقام البيات، ثم أغنية «ع المايا» الفلكلورية من مقام العجم، والتي برزت من خلالها أصوات الكورال المميزة، والخامات الفريدة للعديد من أعضائه عبر غناء مقاطع إفرادية، جعلت من الحناجر البشرية جوقة تتكامل مع الآلات الموسيقية، التي عادت لعزف مقطوعة «سيرتو ساياغي» للمؤلف التركي «جوكسل» من مقام النهوند هذه المرة، وبالرغم من صعوبتها الشديدة إلا أن التناغم كان هائلاً والإتقان في أعلى مستوياته.

بعد ذلك أدت الفرقة مع الكورال أغنية «يا فجر لمّا تطل» من مقام البيات وإيقاع الفالس للملحن «مصطفى كريدية»، تلتها أغنية «يا غالي» للملحن سمير كويفاتي على مقام الكرد، ثم أغنية «محسبكن داس» للموسيقار الراحل «سيد درويش» من مقام البيات، لترجع الفرقة الشرقية إلى الموسيقا الآلية حيث عزفت مقطوعة «المنارة» للمؤلف شربل روحانا على مقام الحجاز وفيها كان لآلة العود حضور كبير وتميز واضح، بعدها عزفت الفرقة أغنية «حقوق الطفل» تأليف الطفلة «راما نجصاص» وألحان قائد الفرقة «ربيع عزام» وهي من مقام العجم، ليختم الحفل بالأغنية التراثية «لو يوم تنادينا» وهي من مقام الراست، بحيث تنقلت هذه الفرقة بين معظم القوالب الموسيقية والغنائية، والكثير من الأنماط والألوان الموسيقية ابتداءً من التراث وانتهاء بالحداثة.

بواسطة :

شارك المقال: