Wednesday May 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

وسيلة حكومية سورية تبرر الطوابير بجشع المواطن.. عبر رسم كاريكاتيري مهين!

وسيلة حكومية سورية تبرر الطوابير بجشع المواطن.. عبر رسم كاريكاتيري مهين!

خاص/ حسن سنديان  

من المعروف جيداً أن المبالغة في الفن الصحفي تفقد الوسيلة الإعلامية مصداقيتها، لكن إذا أردت المبالغة في تجسيد شخصية حكومية فاسدة أو فاشلة في عملها، فيحق لك تكبير خطوط الوجه، بهدف السخرية أو النقد وإسقاط المعاناة المراد منها على هذا الشخص، ضمن فن الكاريكاتير، "الشعبوي"، صاحب القدرة على تجسيد رسالة النقد اللاذع والسخرية والمبالغة في الأسلوب، بنقل الواقع الحالي، لكن كيف يبدو الأمر في حال احتكرت الوسائل الإعلامية الحكومية هذه الأداة الشعبية، لمحاربة الشعب من واقع معاناته؟.

هذا ما فعلته صحيفة تشرين الحكومية في سوريا، التي تحمل شعاراً رئيسياً "سلوغن" ينادي بالحرية "حرية العرب بقوتهم" متناسيةً حرية الشعب السوري، ربما الأولوية للعرب فقط!، الصحيفة عبرت عن الواقع الحالي برسم كاريكاتيري نقدي لاذع، ولكن هذه المرة، أظهرت فيه المواطن السوري على أنه جشع، والحكومة هي الأب المفلس الذي يستقبل مئات الأطفال الخارجين من غرفة الولادة بنوع من الإذلال وهم ينادون "بابا – بابا" بقصد إطعامهم، ما يبرر بنظرها أن سبب الطوابير أمام السكر والأرز، والبنزين والخبز، يعود لكثرة الإنجاب في المجتمع السوري، وجشع الشعب، أو ربما تتحضر لنقل قانون حكومي يقضي بإخصاء جديد أو تحديد نسل.

فشل آخر، تحمله الحكومة للشعب السوري عبر إحدى وسائلها الحكومية، وتحاربه بلقمة عيشه، لا بل تحويل الأداة الثورية "الكاريكاتير" لتجسيد واقع مسؤولي البلاد، "المتريشيين" على أنهم مظلومين، وإظهار "المتعيشيين" على أنهم طابور خامس "جائع"، بريشة إبداعية لربما صاحبها سيصبح يوماً ما رئيس قسم في هذه الصحيفة الحكومية، بشهادة "لقلقة". 

الصحيفة تناست تلميحات وزير النفط السوري بسام طعمة التي أدلى بها خلال لقاءه الأخير المتلفز، آخذاً درو الأب الروحي بتقنين أرغفة الخبز للأسرة، ووعود بعدم التقنيين وتحسين الحالة المعيشية للمواطن، ليأتي بعدها القرار الذي يقضي بتحديد 4 أرغفة لكل شخص.

كما تناست الصحيفة، تعدي الحكومة السورية على الدستور وتجاوزها عدة مواد دستورية، منها الطبابة وإبعاد المواطن السوري قصراً عن أرضه بحجة الــ 100 دولا، كما تناست تقاسم رؤوس الأموال الحصص والمواد الأساسية الذي يحتاجها المواطن في البلد. 

وسؤالنا الأخير هل البوح بالوجع له قانون يحاسب عليه في بلدنا، أم الإهانة من صحيفة حكومية بحقنا كشعب وصحفيين له جرم معين؟ إلى من سنرفع القضية، بما أن الجاني واضح، وهل ستقفل القضية ضد مجهول أو فنان مطبل مزمر لن تتم محاسبته. 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: