وأضحت قضيتها بسكليت
حبيب شحادة
في العام 1908 احُتفل للمرة الأولى باليوم العالمي للمرآة، بعد اضراب النساء ضد ظروف العمل المهينة والمروعة في نيويورك، والتي كانت نهايتها مأساوية لجهة احراق ما يزيد عن مئة عاملة كن قد اعتصمن داخل أحد المعامل كون صاحب العمل يمارس عليهن شروط عمل صعبة، فيما تم الاعتراف بيوم المرأة بالعام 1975 بشكل رسمي من قبل الأمم المتحدة ليكون عام المرأة.
في 8 أذار من كل عام تنطلق فعاليات عديدة ومتنوعة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، التي ما زالت تعاني كل أنواع التهميش بدءاً من السياسي والاقتصادي والاجتماعي وانتهاء بالأسري والإنساني.
في الوقت الذي كانت فيه المرآة تشارك في البرلمان تصويتاً وانتخاباً خلال ستينات القرن الماضي، أضحت اليوم بحاجة لفعاليات تشبه فعالية يلا ع البسكليت كنوع من الاحتفاليات في يوم المرأة.
هنيئاً لكِ أيتها المرأة بفعالية يتم عبرها المتاجرة بكِ وبجميع قضاياكِ، فهذه الفعالية المطروحة لإشراك النساء غير القادرات على الدخول لمعترك الحياة ليست مجانية وإنما تحتاج للمشاركة بها لاستئجار البسكليت بـ 1500 ل.س. في حين إن المرآة المهمشة والتي تحتاج إلى ذلك الدعم الحقيقي للخروج لمعترك الحياة ومجابهة المجتمع الذكوري قد لا تستطيع استئجار البسكليت وبالتالي فإنّ تلك الفعالية الترفيهية أضحت بدون جدوى ولذلك تستهدف سيدات المجتمع الراقي، فمن البديهي أن تكون هذه الفعاليات التي تعنى بقضايا حساسة مجانية وبالكامل، لكن على ما يبدو أنّ هذه الفعالية ورغم أنها ليست بإصدارها الأول إلا أنها محط ارتزاق للبعض.
وللأسف يقتصر اليوم العالمي للمرآة على الفعاليات الترفيهية، في حين أنّ المرآة في سورية اليوم تحتاج إلى العديد من حملات الحشد والمناصرة للوقوف على حقوقها للمطالبة بها وبصوت مرتفع، وكل هذه الفعاليات الآنية المنشأ والتأثير لا تخدم لا المرآة ولا قضيتها المتعثرة في سوريا منذ عصور.
كما أنّ مواقع التواصل الاجتماعي في كل عام تغص بالمنشورات والبوسترات الداعمة لقضية المرآة افتراضياً، فيقول "نبيل صالح" عضو مجلس الشعب عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك «نالت المرأة السورية أذى مضاعفاً في حربنا الذكورية ولهذا يجب أن نبدأ إعمار المجتمع بدعم مبادرات نساء سورية أولاً، إذ لا نهضة ولا تقدم ولا حرية من دونهن»
إذاً بداية يوم المرأة كانت مع رحلة التعذيب التي عاشتها تلك السيدات، واليوم فالموضوع ليس مختلف كثيراً مع تلك الفعاليات الساخرة والتي لابد من الاستعاضة عنها بفعاليات تدعم النساء المعنفات والمهمشات بالعديد من الفعاليات القادرة على نقلهن من واقعهن المظلم إلى واقع أكثر اشراقاً، فقد انتهى عصر الوصف والتوصيف وصف الكلام.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: