"طوق تركي" بتمويل "قطري" شمال حلب !
أنشأت القوات التركية، خلال الفترة الماضية، مجموعة من الأبراج العسكرية على طول خط التماس مع مناطق سيطرة الدولة السورية في ريف حلب الشمالي الغربي، وذلك بتمويل من "الدوحة" التي تعمل في الآونة الأخيرة على المساهمة في المشروع التركي القاضي بإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق التي يحتلها بالقرب من الحدود المشتركة في "ريف حلب".
معلومات حصلت عليها "جريدتنا"، تؤكد أن أكثر من 100 نقطة جديدة بأبراج مجهزة بكاميرات مراقبة حرارية وضعت في المنطقة الممتدة من منطقة "قلعة سمعان"، بريف "حلب" الغربي، وصولاً إلى مناطق جنوب مدينة "عفرين"، وتقع هذه الأبراج على مستويين يشكلان خطين دفاعيين تنتشر فيهما القوات التركية والميليشيات الموالية لها، على تماس مع المناطق التي تنتشر فيها قوات الجيش السوري واللجان الشعبية الرديفة له.
بالتزامن مع هذه المعلومات، تقوم القوات التركية بتعزيز وجودها العسكري في مناطق شمال شرق محافظة حلب، ضمن مناطق تعد خط تماس مباشر مع "قوات سوريا الديمقراطية"، تبدأ من القرى الفاصلة بين مدينتي "عين العرب"، و "جرابلس"، وصولا إلى القرى الواقعة على الضفة الشمالية لنهر الساجور المشكل لخط التماس بين الطرافين في مناطق شمال مدينة "منبج".
بحسب المعلومات التي حصلت عليها "جريدتنا"، فإن الحديث يدور عن دور قطري كبير في إنشاء مجموعة من النقاط الجديدة في مناطق "شمال الساجور"، للميليشيات الموالية لـ"أنقرة" المعروفة باسم "درع الفرات"، ويبدو إن أنقرة التي تعمل على إعادة هيكلة وأدلجة هذه الميليشيات بما يتوافق وتحقيق أكبر قدر ممكن من الالتزام، تذهب نحو إقامة دورات عسكرية خاصة بما يسمى "الجيش الوطني"، الذي شكلته من مجموعة من الميليشيات التي تنتمي لـ "الإخوان المسلمين"، عقائدياً، كـ "حركة نور الدين الزنكي – حركة أحرار الشام"، وذلك ضمن معسكرات خاصة داخل مدينة "الباب" بريف حلب الشرقي.
الوجود العسكري الأمريكي في قرية "عون الدادات"، لا يشكل بالنسبة لـ "أنقرة"، مانعا في إطلاق التهديدات بشن عملية واسعة ضد "قسد"، في الأراضي السورية، وإن كان حديث أنقرة عن عملية في مناطق "شرق الفرات"، بما يعني إن "منبج"، ستكون خارج خارطة هذه المعركة، فإن الطرفين (قسد – الاحتلال التركي)، لا يهملان عمليات التحشيد المتبادل على طرفي نهر الساجور، فيما يبدو إن الجبهة باتت قريبة الاشتعال.
تنفي بعض المصادر الكردية احتمالية ذهاب "مجلس سوريا الديمقراطية"، نحو الحوار والتنسيق مع الدولة السورية في مواجهة "أنقرة" خلال المرحلة القادمة، ويبدو إن قيادات من "حزب العمال الكردستاني"، تجد في القتال ضد القوات التركية الخيار الأفضل في حال الموازنة بين الحوار مع دمشق أو الالتزام بالتعليمات الأمريكية القاضية بمنع مثل هذه الخطوة تحت طائلة قطع المساعدات العسكرية عن الفصائل الكردية.
يشار إلى أن الخارطة المتوقعة للضربة الأولى للقوات التركية في حال بدئتها بالتحرك العسكري ضد "قسد"، ستكون ضمن المنطقة الممتدة ما بين مدينتي "رأس العين" بريف الحسكة، و"تل أبيض"، بريف الرقة، علماً أن "قسد"، تعمل على تحصين كامل المناطق التي تقع بالقرب من الشريط الحدودي، ويأتي الدور القطري الداعم لـ "أنقرة"، في إنشاء نقاط عسكرية جديدة، بهدف تجنب أي رد فعل أو "حرب العصابات"، التي قد تجنح إليها الوحدات الكردية في مناطق ريف حلب للتخفيف من الضغط العسكري التركي في حال بدأت العملية التي يبدو أن واشنطن لم تعد تمانعها.
المصدر: خاص
شارك المقال: