Monday November 25, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

تسأولات برسم الحكومة .. فهل من مجيب ؟؟؟

تسأولات برسم الحكومة .. فهل من مجيب ؟؟؟

د. عمار اليوسف

هل تستطيع الحكومة تحسين حياة المواطن، وإن كانت تستطيع فما سبب عدم القيام بالإجراءات التي من شأنها التخفيف عن أعباء المواطنين اليومية والحياتية.

الجميع يعلم إن الحكومة هي الأب والأم للمواطنين جميعاً، فهي مصدر الدخل الوحيد للمواطنين بطريقة أو بأخرى.

والجميع يعلم إننا في حالة حرب عالمية على الدولة السورية.

ولابد لنا من التفريق بين حالة الدولة وحالة الحكومة، فالدولة ثابتة وقائمة وتمثل الوطن أما الحكومة فهي تنفيذية متغيرة وتمثل حالة مرحلية تعمل وفق المعطيات المتجددة.

في مرحلة ما قبل الحرب على سوريا، كان هنالك نوع من التناغم بين مبدأ الحكومة ومبدأ الدولة فقد كان التوافق شبه كامل وكانت الحكومة إلى حد كبير تعتمد سياسة إن المواطن هو الهدف من كافة الإجراءات التي تقوم بها وإنها تعمل لمصلحة المواطن من خلال تأمين كافة التسهيلات المعيشية والتنموية للمواطنين.

 أما في مرحلة الحرب فقد حدث انفصال بين مبدأي الحكومة والدولة فتحولت الحكومة إلى حالة من عدم التوافق بين مصلحة المواطن ومصلحتها الخاصة والمبدأ المتاجر به هو إننا في حالة حرب، وإننا نتعرض لأزمات اقتصادية ومالية وتحولت الحكومة إلى جابي للأموال من المواطنين بطريقة أو بأخرى ولعل أكبر مثل على هذه الجباية ما قامت به الحكومة من زيادة للضرائب وزيادة للرسوم وتكاليف المعيشة ... الخ

دون وجود أي زيادة في دخل المواطن، بل على العكس وقفت على الحياد في مسألة ارتفاع سعر الدولار مقابل العملة الوطنية إلى حد بعيد الأمر الذي رفع الأسعار بطريقة غير مسبوقة وادى إلى تقلص راتب المواطن السوري إلى ما يقارب 50 خمسون دولار في وقت تحتاج فيه العائلة السورية إلى ما يقارب 675 دولار لتعيش بطريقة كريمة ومقبولة وفقاً للأسعارالحالية، هذا الأمر أدى الى سلسلة غير متناهية من عمليات الفساد فلا يمكن للموظف يتقاضى 30000 ثلاثون الف ليرة وسطياً كراتب شهري، ويحتاج الى ما يقارب 405000 أربعمائة وخمسة الاف ليرة سورية ليستمر في الحياة إلا أن يحاول إطعام عائلته بإي طريقة كانت سواء عن طريق العمل بأكثر من وظيفة وهذا أمر غير ممكن، لعدة أسباب أهمها عدم وجود فرص عمل كافية، وضعف الرواتب في تلك الأعمال الأمر الذي سيوجهه حكماً إلى اتباع طرق غير مشروعة، لتأمين هذا الدخل وهنا يصبح الفساد ضرورة حتمية للاستمرار في الحياة 

وهنا تأتي مجموعة من الأمثلة:

أليس من الممكن أن تقوم الحكومة باستيراد الحاجات الأساسية للمواطنين، وحصرية هذا الاستيراد بالحكومة الأمر الذي يحقق ربح للحكومة وتخفيض للأسعار لذوي الدخل المحدود من أبناء الوطن

 أليس من الممكن أن تقوم الحكومة باستثمار مواردها المنسية، قصداً من عقارات ومشاريع تجارية ومصانع للقطاع العام، والتي لم تدمر في المناطق الامنة التي لم تجري فيها معارك .

أليس من الممكن أن تضبط الحكومة الأسعار وأن لا تبقي الأمر في يد حفنة من كبار التجار يتحكمون في لقمة عيش المواطن وحياته.

أليس من الممكن أن تقوم الحكومة بعمليات البناء للمسكن للمواطنين المدمرة منازلهم ولا تترك الأمر بيد مجموعة من تجار المخالفات.

أليس من الممكن أن تتوقف الحكومة عن تذكيرنا أننا في حالة حرب وتتاجر في هذا الامر وتحاول إيجاد حلول خلاقة لحل مشاكل الحرب بدلاً من الندب والنواح.

أليس من الممكن أن تتوقف الحكومة عن زيادة أسعار حوامل الطاقة، من بنزين ومازوت وكهرباء، وتحاول دعم هذه الحوامل لتحقيق نوع من التنمية والراحة للمواطن.

أليس من الممكن أن تتوقف الحكومة عن تذكيرنا بأنها تدعم الخبز، وبأن الخبز في الدول المجاورة بأضعاف سعره لدينا.

أليس من الممكن أن تساوي الحكومة دخل المواطن السوري، بربع دخل المواطن في الدول المجاورة حيث يبلغ الحد الأدنى للأجور 800 ثمانمائة دولار كحد أدنى.

أليس من الممكن أن تقوم الحكومة، بمعالجة ذلك الشعور لدى المواطن بالقهر وعدم المساواة بينه وبين تجار الحرب والازمة والذين تحكموا بلقمة عيشه وصحة أبناءه.

أليس من الممكن أليس من الممكن اليس من الممكن ...أسئلة كثيرة عن الامكانية ولا جواب لدى أحد، كان الجواب في الحكومة غير ممكن فالسؤال هو لماذا غير ممكن فإن لم يكن الجواب منطقياً فهنا نطلب تدخل الدولة لتحويل الغير ممكن إلى ممكن والدولة قادرة على ذلك. 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: