Saturday May 18, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«طرطوس».. شراء الخضار بـ«الحبة» !

«طرطوس».. شراء الخضار بـ«الحبة» !

نورس علي

«نتيجة ارتفاع الأسعار إلى حد غير معقول صرت اشتري الخضار بالحبة، رغم أن أسرتي مؤلفة من سبعة أبناء، ولما يصير الواقع هيك فلازم تكون الحلول غير المقنعة سبيل لاستمرار الحياة» بهذه الكلمات تحدث رب الأسرة "فايز شداد" في "طرطوس" رغم الألم الكبير الذي يرافق حديثه والوجع الذي يظهر في نبره صوته.

يضيف «الواقع الذي بات يرافقنا مرغمين لا حلول له سوى التقشف، حيث أن في أخر عملية رصد للأسواق منتصف شهر كانون الثاني 2020 بات الوجع يعتصر القلوب قبل أن يعتصر الجيوب، فكيلوغرام السكر قفز فوق 500 ليرة فماذا يمكن أن تفعل الأسرة المؤلفة من سبعة أبناء، وليتر زيت دوار الشمس ناهز 1200 ليرة وكيلو البندورة ناطح 500 بينما الخيار حلق إلى 450 ليرة وشد معه للأعلى علبة المتة التي باتت مكسر عصا مع وصول سعرها إلى 600 ليرة، وبعض العائلات تحتاج إلى علبة كل يوم».

ويتابع «كيلوغرام التفاح يتراوح سعره ما بين 600 ليرة و 800 ليرة بينما كيلوغرام البرتقال أبو صرة 250 ليرة، ووجبة الدراويش اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها وهي البطاطا وصل سعر الكيلوغرام منها إلى 350 ليرة»، هذه التفاصيل والأسعار دفعت رب الأسرة "فايز" العامل اليومي الحر إلى عملية تسوق لا تتجاوز الحبات عله يظفر بتحسن الأسعار لصالحه كرب أسرة في اليوم التالي، ويذكر أنه كان في السابق يتسوق بكميات كبيرة لا تقل عن ثلاثة كيلوغرامات من كل صنف فعائلته الكبيرة تحتاج هذه الكميات يومياً.

"أحمد علي" خجل من وضعه الذي بات على "الحديدة"، وهو الضابط المتقاعد الذي لا يتجاوز دخله الشهري 50 ألف ليرة، ويتساءل ما يمكن أن يوفر لعائلته المؤلفة من خمسة أفراد ليكون رب أسرة جيدة على الأقل بنظر نفسه.

الأسعار باتت خارج قدراته الشرائية، وبات التقشف رمز من رموز "الصمود والتصدي" للواقع الحالي، فهو يحاول شراء حاجياته بكميات لا تتجاوز الكيلوغرام من كل صنف خضار، مؤكداً أن الفواكه لم تعد ضمن قائمة مشترياته فكيلوغرام الموز البلدي 700 ليرة والصومالي 900 ليرة، وكذلك القهوة الصباحية التي اعتاد شربها وزوجته كل يوم، لم تعد ضمن قائمة مشترياته، فظرف القهوة سعة 50 غرام بات سعره 800 ليرة نوع الحموي، ناهيك عن سعر طبق البيض الذي وصل إلى 2000 ليرة.

هو الواقع الذي يحاول أرباب الأسر التأقلم معه دون جدوى، فهم في واقع وهو في واد آخر، والفارق بينهم عشرات السنين من العمر الضائع في ظل الحكومة الحالية.

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: