تركيا تتحضر لمعركة جديد ضد "قسد" شمال سوريا.. وأمريكا تتخلى عن الأكراد
على ما يبدو أن التحركات العسكرية على امتداد الشريط الحدودي الشمالي بين سوريا وتركيا، تشير إلى معركة عسكرية جديدة لتركيا تريد خوضها ضد ميليشيا "قسد"، خصوصاً بعد الاستهدافات المتبادلة بين الطرفين.
وقصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها بالمدفعية الثقيلة، محيط قرية أم الحوش وقول سروج والسموقة وحساجك، ضمن مناطق انتشار الميليشيات الكردية بريف حلب الشمالي، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية. يقابله رد كردي على القوات التركية بنحو 6 قذائف صاروخية محيط نقطة تابعة لهم في بلدة مارع بريف حلب الشمالي، سبق ذلك قيام القوات التركية والفصائل الموالية لها باستهداف قريتي عقلمية و كفرانطون التابعتين لناحية شرا بريف عفرين بالمدفعية الثقيلة.
رغم المناوشات العسكرية بين الطرفين، إلان أن القيادات التركية تتخوف من احتمال استئناف تركيا عملياتها العسكرية، وشنّها عدواناً جديداً على الأراضي السورية، وهو ما دفعها إلى الإلحاح في مطالبة الجانبَين الروسي والأميركي بالعمل على تجنيب المنطقة سيناريو من هذا النوع.
وقالت الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديموقراطية»، إلهام أحمد، أن «الهجمات التركية الجديدة على مناطق وقف إطلاق النار تشير إلى مرحلة جديدة من الحرب التي تشنّها تركيا»، داعية «الأطراف الضامنة إلى تحمّل مسؤولياتها ووقف الهجمات التركية».
في المقابل، طالب القيادي الكردي البارز، ألدار خليل، «الأطراف الضامنة بالإيفاء بالتزاماتها، مع ضرورة إبداء دمشق لموقفها، طالما هي حريصة على وحدة سوريا وسيادتها».
ميليشيا "قسد" ومجلسها العسكري كثفوا بياناتهم التي أكّدت وجود نوايا تركية فعلية بشنّ عدوان جديد، وهو ما أكده رئيس «مجلس تل أبيض العسكري»، التابع لــ "قسد"، رياض خلف، بأن «نقاط التماس بين "قسد" والقوات التركية والميليشيات الموالية لها تشهد تحرّكاتٍ مكثّفة وتحشيداً عسكرياً على طول الطريق الدولي M4 الرابط بين مدينتَي تل تمر وعين عيسى شمال الرقة، ما يوحي بحربٍ جديدة».
وفي السياق ذكرت وسائل إعلام عربية بأن القوات التركية زادت عدد نقاطها وقواعدها العسكرية، إلى 12 نقطة وقاعدة، مع استقدام تعزيزات بالمعدّات والجنود، على امتداد الطريق الدولي الذي يربط عين عيسى بتل أبيض»، مشيرةً إلى أن «هذه التعزيزات العسكرية تهدف في الغالب إلى إطلاق عملية عسكرية جديدة، من المرجّح أن تستهدف مدينتَي عين العرب ومنبج في ريف حلب الشمالي الشرقي».
ويرى مراقبون أن تركيا تسعى من هذه التحركات لإلهاء "قسد" عن قيامها بأي هجمات باتجاه ريف حلب، كما أن أنقرة تسعى لتقطيع أوصال "قسد"، من خلال التحضير لعملية جديدة في المنطقة، الأمر الذي يشكل هاجساً "لقسد".
لكن الضربة القاسمة "لقوات سوريا الديمقراطية"، جاءت من المتحدث الرسمي "لوحدات حماية الشعب الكردية"، الذي عبر عن خيبة أمله من موقف الناطق باسم التحالف الدولي من الهجمات التركية على مواقع ميليشيا "قسد".
وقال نوري محمود، إنَّ: «"وحدات حماية الشعب" كانت القوة الأكثر نجاحاً في القتال ضد تنظيم داع ش»، على حد تعبيره، مضيفاً: «ومنطقتنا هي المنطقة الأكثر أماناً للقوات الشريكة بالنسبة لأفغانستان والعراق».
وفي تغريدة عبر صفحته الرسمية على تويتر"، أمس الجمعة، قال محمود: «نشعر بخيبة الأمل، لأن الناطق باسم التحالف، واين ماروتو، لا يرى نفسه مسؤولاً تجاه الهجمات التركية، التي هي عضو في حلف الشمال الأطلسي والتحالف الدولي لمحاربة داع ش».
وعلى صعيدٍ متصل، كشفت وسائل إعلام معارضة أن «مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط جوي هود، ألغى زيارة كانت مقررة إلى مناطق شمال شرق سوريا، بسبب رفض "قسد" لشروط واشنطن الثلاثة، وهي تسليح العشائر وإخراج كوادر حزب العمال الكردستاني والاتفاق مع المجلس الوطني الكردي».
المصدر: رصد+وكالات
شارك المقال: