Thursday May 16, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

تركيا.. الجار المريب

تركيا.. الجار المريب

وسام إبراهيم

عام 1997 حكم على رجب طيب أردوغان بالسجن أربعة أشهر، والسبب إلقاؤه خطاباً يحض على الكراهية الدينية!، وبعد وصوله إلى السلطة قال أردوغان إنه يقود حركة «ديمقراطيين مسلمين»!
 
منذ نشوء تركيا الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية، ونجاح الرجل المؤسس مصطفى كمال أتاتورك في فرض أيديولوجيا جديدة لدولته تحاكي النمط الأوروبي، أصبح الجيش التركي هو حامي العلمانية التركية

الفترة الكمالية العلمانية الطويلة لم تمنع عودة أنصار العثمانية، وشكلت فترة السبعينات منعطفاً هاماً بعودة التيار الديني إلى الساحة السياسية، لتتبلور الصورة الجديدة لتركيا، مطلع الألفية الحالية، بوصول حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان إلى السلطة، والذي قلّم أظافر المؤسسة العسكرية.

الصراع بين الأتاتوركية والعثمانية أرخى بظلاله على السياسة الخارجية وجعل الدور التركي أكثر التباساً وريبة، فتركيا عضو في حلف "الناتو" من ناحية، وفي منظمة المؤتمر الإسلامي من ناحية ثانية.

وفيما ترفض أوروبا المسيحية تركيا المسلمة، وتتخوف من أهدافها ونتائج انغماسها في العمق الأوروبي، فإنّ للشرق مشكلته مع "الجمهورية الحائرة"، فمازال العرب يشعرون بالمرارة بسبب الخضوع لعدة قرون للسلطنة العثمانية، ويتخوفون من فتح الأبواب أمام عمقها التاريخي.

لإيران أيضاً تاريخ من الصراع مع تركيا، إضافة إلى علاقة تركيا السيئة باليونان بسبب المشكلة القبرصية، والتوتر مع بلغاريا ومعظم دول الجوار التي تحوي أقليات تركية، تستخدمها أنقرة كمبررات للتدخل.

شكلت مشكلة الهوية التركية تحدياً كبيراً في الحياة السياسية داخل تركيا، بالقدر الذي تشكله من تحديات في سياساتها الخارجية، وستبقى تركيا في نظر محيطها القريب والبعيد الدولة الملتبسة الدور، والجار المريب، الذي لا يؤتمن جانبه.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: