Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ترامب يسابق الزمن

ترامب يسابق الزمن

فارس الجيرودي

يبدو الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هذه الأيام، وفي وجه الحملات الإعلامية الشرسة ضده، في أمس الحاجة لإعلان نصر نهائيٍ على تنظيم داعش، يبرر من خلاله قراره الانسحاب العسكري الكامل من سوريا، فالأمريكيون لا يحبون الرؤساء الضعفاء، وتحالف وسائل الإعلام الأمريكية المعادية لترامب والتي تقف خلفه أجهزة الدولة العميقة، يحاول تصويره في مظهر الضعيف المنسحب أمام كل من داعش وروسيا وإيران والرئيس السوري "بشار الأسد"، فيما هو يخطط للوفاء بوعده لناخبيه بسحب الجنود الأمريكيين من البؤر المتوترة حول العالم، وذلك استعداداً لمعركة تجديد الولاية الرئاسية التي سيخوضها في العام المقبل 2020.

من جهتها ترى بغداد أن من مصلحتها ملاقاة العزم الأمريكي للإجهاز على "داعش" بعزم مماثل، لذلك قرر الطرف العراقي ولو مؤقتاً تجاوز تصريحات ترامب الأخيرة بخصوص خططه للمحافظة على الوجود العسكري الأمريكي في العراق، بمواجهة إيران، وهو ما أثارغضب الشارع العراقي، واعتبر انتهاكاً للسيادة العراقية، بالمقابل حاول المسؤولون الأمريكيين ترطيب الأجواء مع بغداد، وأعادوا تفسير تصريحات ترامب الوقحة، والتي تصور العراق كمنصة لاستهداف جيرانه.

ما سبق يفسر توازي التصريحات الرسمية الأمريكية والعراقية حول قرب القضاء على جيب داعش الأخير، في منطقة شرق الفرات على المقلب السوري من الحدود، كما يفسر المرونة التي تبديها "قسد" في التعامل مع عائلات مقاتلي التنظيم وجرحاه، وكان السيد "نصر الله" في مقابلته التلفزيونية الأخيرة في 26 كانون الثاني الماضي فسر بقاء هذا الجيب، بالحماية التي وفرتها له الطائرات الأمريكية في وجه هجوم الجيش السوري وحلفائه عام 2017، والذي  فك الحصار عن دير الزور، وحرر مساحات واسعة من المحافظة التي كان داعش يسميها "ولاية الخير" طارداً مقاتلي داعش إلى جيبهم الصغير الأخير.

في السياق السابق أعلن العراق استعداده لاستقبال عوائل مقاتلي التنظيم والذين سيبلغ عددهم الإجمالي حوالي 8 آلاف فرد، وتشير المعلومات إلى أن هؤلاء بدأوا فعلاً بالتدفق على محافظة الأنبار منذ 3 أسابيع، حيث ستبدأ السلطات الأمنية العراقية بإجراء تحقيقات مكثفة معهم، حتى تتمكن من فرز المتورطين بالقتال مع داعش منهم، عن الأبرياء، حيث يتخوف الجانب السوري، من احتمال استغلال الأمريكيين للعملية، بهدف إعادة تدوير مقاتلي  دوعش إلى سوريا، وإدخالهم من الجهة الجنوبية لمدينة القائم، على اعتبار أنها منطقة مفتوحة مع الحدود السورية.

رغم ذلك ليس هناك من مؤشر يؤكد أن قوات "قسد" قادرة على حسم جيب داعش الأخير خلال فترة قصيرة، خصوصاً أن مقاتلي التنظيم الذين يتوزعون على الجنسيتين العراقية و السورية، مع عدد من الجنسيات الأجنبية، حشروا في زاويتهم الأخيرة، وليس أمامهم سوى القتال حتى الموت أو الاعتقال.

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: