طلاب جامعة دمشق يعلقون على كرنفال الجامعات.. تناقض حكومي!
لاتزال الحكومة السورية بفريقها الطبي تطلق تحذيرات حول موجة انتشار فيروس كورونا الجديدة، والتي أيضاً عُرفت بالموجة الأكثر فتكاً بالأرواح، وبالوقت ذاته أقام الاتحاد الوطني لطلاب سوريا كرنفال سنوي جمع بين طلاب الكليات الطبية والهندسية بجامعة دمشق واختتم بمباراة لكرة السلة وسط أجواء حماسية بمدينة الجلاء الرياضية، بحسب سانا، الوكالة الرسمية، التي كانت أمس تنشر جملة من التوعية لانتشار الوباء، والعدد التصاعدي في الفترة الأخيرة الذي شهدته سوريا.
على ما يبدو أن الكرنفال الذي نظمه الاتحاد الوطني لطلبة سوريا وشارك فيه آلاف الطلاب من كلية الهندسة المدنية بالبرامكة مروراً بساحتي الجمارك والأمويين وأوتوستراد المزة باتجاه مدينة الجلاء الرياضية أنهى كل خطط وزارة الصحة "ب" وس" البديلة.
نفس الاتحاد الذي أقام عدة دورات توعوية في الأيام السابقة نسفها اليوم بالكرنفال الذي أقيم دون مناسبة واضحة، حيث قالت الطالبة "ندوى"، معلقةً على الكرنفال، «أولاً لم نعرف ماهي مناسبة إقامة هذا الكرنفال، وماهي الاستفادة التي حُققت منه في ظل الانتشار التصاعدي لفيروس كورونا»، مضيفة: «من يريد التحذير من فيروس كورونا يجب أولاً أن يلتزم بإجراءات وقائية صارمة يطبقها بكل القطاعات الحكومية وليس فقط بأمكن معينة».
الطلاب أيضاً علقوا على إلغاء المحاضرات في الجامعات من أجل حضور الكرنفال، في المقابل، لم يحضر المعنيون مثل وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم ورئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان وأمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خالد الحلبوني، الكرنفال حفاظاً على سلامتهم بل حضروا المباراة الأخيرة في الكرنفال، حيث قال الطالب "محمد" رافضاً ذكر كامل اسمه «كيف لهذه الجهات المطلوب منها توعية المجتمع والناس أن تقيم مثل هذا الكرنفال»، مضيفاً «الناس ستعلق على مشهد باصات النقل الداخلي المكتظة بالركاب، لكن هؤلاء الناس مجبرون على ركوب هذه الباصات كي يكسبوا رزقهم أما الكرنفال فلا أحد مجبور».
وتابع «الكرنفال لم يحقق شيئاً سوى إغلاق الطرقات وتعطيل أعمال الناس فقط».
في المقابل، صرح المهندس إياد طلب عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية رئيس مكتب النشاط الرياضي لوكالة سانا «سيتم تنظيم كرنفال مشابه بعدد من الجامعات الأخرى بشكل تدريجي».
سمير طالب في كلية الهندسة علّق على الكرنفال قائلاً « لا أعلم إن كان سيتم محاسبتي على قول "رأيي" وهو حقي المشروع، لكن أتمنى من أي جهة ستفكر ولو للحظة واحدة في محاسبتي أن تكون قد قرأت مثلي اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات الصادر بالمرسوم الرئاسي ٢٥٠ ، وأن تعود إلى قانون أحكام تنظيم الجامعات رقم ٦ لعام ٢٠٠٦ (المادة ١٤٩ منه)»، وتابع أنا «لم انزعج من الكرنفال وما كان فيه لأنه ببساطة (لن أسمح لأحد أن يجبرني على الخروج فيه)، ولم أنزعج عندما تم إلغاء محاضرات نظرية وعملية دون إعلام مسبق للطلاب وقلت في نفسي (معلش بتصير ! )..لكن ما أدمى قلبي هو قرار لا أعلم من أصدره وأن يتم إغلاق كافة أبواب الجامعة وكأننا مجموعة قرود يحق لأي أحد أن يغلق الباب علينا».
وأوضح الطالب أنا «الباب دام مغلقاً ٤٠ دقيقة وأنا انتقل من شخص إلى شخص راجياً منه أن يقول لي بأي منطق يحق لكم ذلك»، مشيراً إلى أنه في كل التنظيم الداخلي لا يوجد صلاحية تنصّ على ذلك إلا بالطوارئ. فإن كانت مباراة كرة سلة هي حالة وطنية طارئة عذراً منكم ».
وختم قائلاً «أسفي على مجموعة أطباء ومهندسين في المستقبل لم يتجرؤوا حتى على الاعتراض على سياسة تعامل تنتقص من إنسانيتنا عند أبواب جامعتنا».
وقبل أيام، أفادت وزارة الصحة السورية عبر صفحتها في "فيسبوك" بأن وزير الصحة الدكتور حسن الغباش أشار إلى أنه «يتم العمل حالياً وفق الخطة وضمن الطاقة الاستيعابية الكاملة تقريباً، مع اتخاذ الترتيبات اللازمة والاستعداد للانتقال إلى الخطة (C) لجهة التوسع بعدد الأسرّة في المشافي إلى الحد الأعظمي، والاستفادة من الأسرّة في المشافي التخصصية في المحافظات كافة».
وبحسب الوزارة، كلف الفريق الحكومي وزارة الصحة التنسيق مع وزارتي التعليم العالي والإعلام لعقد ندوات توعوية حول خطورة الوباء وضرورة المبادرة لتلقي اللقاح، كما تم تكليف وزارة المالية تأمين التمويل اللازم لتوفير المعقمات ووسائل الوقاية في الجهات العامة.
المصدر: خاص
شارك المقال: