تجارة إلكترونيّة «صادمة» في دولة عربية يكشفُ عنها تحقيق سرّي !
لم تكن تعلم الطفلة "فاتو" 16 عاماً، أنّها ستعود لأهلها في غينيا بعد رحلة استمرت 9 أشهر قضتها عاملة منزليّة متنقلة بين 3 منازل في الكويت، تحت وطأة الظلم و التعذيب ولم تحصل سوى على راتب شهرين خلال كل هذه المدة!
أجرت قناة "BBC" تحقيقاً استقصائياً استهدف سوق وادي "سيليكون فالي" للعبيد على الانترنيت، وهو تطبيق متاح على أجهزة آبل و غوغل التي تدعم أجهزة أندرويد.
فريق BBC راقب التطبيق وتحدّث مع 57 مستخدم بصورة مخفيّة على أنهم أزواج يبحثون عن عاملات للمنزل.
معلومات استقصائيّة أفادت أن 90% من العوائل في الكويت يستخدمون عاملات منزل بمعدّل عاملة لكل كويتيين، وفي عام 2015 سنّت الكويت قانوناً جديداً يمنح عاملات المنازل حقوقاً جديدة مثل اقتناء هاتف جوال، و منحها جواز سفرها، وهذا ما عتبره بعض الكويتيين تضييقاً على هذا القطاع الذي يدرّ المليارات على التجار به، وهذا ما أثار الكثير من الجدل والرفض على مواقع التواصل الاجتماعين حيث اعتبرها البعض أنها تحد من اللجوء إلى قطاع جديد مزدهر يتم فيه بيع وشراء العاملات المنزليات على الانترنيت.
"آن أبوندا" من مؤسسة سانديفان (منظمة تكافح من أجل حقوق ورعاية العاملات في الكويت) تقول: " نفعل كلّ مابوسعنا عندما يكون الموضوع موت أو حياة لإنقاذ العاملة، ونتعامل مع كثير من قضايا سوء المعاملة مع الخادمات، مثل تصويرعاملة وعرضها للبيع على الانترنيت دون علمها وهو مايعتبر (اتّجار بالبشر) ".
ومن أهم التطبيقات التي كشف عنها التحقيق هو (4SALE) أشهر تطبيق للسلع والخدمات في الكويت، متوفر على هواتف آبل وغوغل، فيه أقسام لبيع السيارات و الأجهزة الالكترونية وكذلك قسم لشراء عاملة منزليّة، تحت هاشتاغ ( #عاملات_للتنازل) على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتيح التطبيق خاصية تتيح غربلة النتائج حسب العرق، في انتهاك للقوانين الكويتية و الدوليّة، كلفة العاملة الواحدة 2500_5000دولار.
وفي معظم الحالات العاملات لايعلمن أنهن يُعرضن للبيع على الانترنيت.
منذ عام 2010 أنقذت المنظمة آلاف العاملات المنزليات من عائلات كانت تسيء معاملتهن، وفي حال كانت المعاملة جيدة تمتنع العائلات عن إعطائهن رواتبهن بحجة ذلك!
فريق الـ BBC تحدّث مع مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأشكال الخاصة للعبودية "أورميلا بولا"، التي قالت أن توظيف طفلة بعمر الـ 16 هو انتهاك لحقوق الإنسان الدوليّة و قوانين العمل، ويجب أن يكون عمرها 21 عام حتى تتمكن من الدخول للكويت والعمل بها، وهذا يعني إجراء تزوير على العمر الحقيقي، ومايحدث هو مثال على الاستعباد العنصريّ (طفلة يتم بيعها والاتجار بها كقطعة ممتلكات).
وأكّد التحقيق أن السلطات الكويتية في حرب مع هذه العمليات التجارية غير الإنسانية، لكن حتى الآن لا توجد تشريعات تمنع بيع أو شراء العاملات المنزليات عبر الانترنيت، فيما امتنعت الحكومة الكويتية عن التعليق على القضية، بالوقت الذي أزال فيه تطبيق 4SALE)) الإعلانات الخاصة ببيع العاملات المنزليات، و أصدر بياناً قال فيه : "هذه المزاعم مدمرة، و فورسيل يدينها تماماً".
كذلك حذّر تطبيق "انستغرام" المملوك من قبل "فيسبوك" من أيّ منشور يؤدي إلى استغلال البشر، وحذف هاشتاغ #خادمات_للبيع .
إلى متى يبقى الإنسان سلعة ًبيد من يملك المال!؟ و إلى متى تعجز المنظمات الدوليّة و الإنسانية عن وضع قوانين صارمة بحقّ منتهكي حقوق الإنسان في كل بقعة على هذه الأرض!
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: