طهران تبشر بتقارب سعودي إيراني.. كيف نشب الخلاف؟
في ظل توتر العلاقات بين إيران والسعودية التي باتت العقدة الرئيسية في حل مشكلات المنطقة، صرح مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، بأن الفترة المقبلة ستشهد تحسناً في العلاقات بين إيران والسعودية والدول العربية.
تصريح عبد اللهيان جاء اليوم على هامش ندوة تناولت تداعيات اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، قائلاً: «نتوقع أن تشهد العلاقات السعودية الإيرانية، والإيرانية العربية تحسناً أكثر في الفترة القريبة القادمة».
وأضاف: «منذ أن قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران لم نتعامل بالمثل معها، ومنحنا دبلوماسييهم فرصة للخروج وأخبرناهم بأن الطريق مفتوح ولن نغلقه»، مشدداً على أن "المنطقة لن تكون هانئة بالنسبة للأمريكيين بعد اغتيال سليماني.
بدوره اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، الذي شارك أيضاً في الندوة، أن "الدول العربية ستعيد النظر بشأن وضعها الأمني وعلاقاتها الخارجية بعد التوتر الذي شهدته المنطقة في الفترة الأخيرة".
ولكن من أين نبع هذا العداء السعودي الإيراني وهل هو بالفعل خلاف يتعلق بالدين؟
في عهد الشاه الإيراني كانت العلاقة حميمية مع دول الخليج التي كانت توافق في ذلك الوقت على أن تلعب البحرية الإيرانية دور "الشرطي في الخليج"، كما تمتع الوافدون من دول الغرب للعيش في إيران والسعودية بهدوء نسبي وأسلوب حياة يتسم بالحرية، وكانت تقام حفلات سكر في شمال طهران وفي مجمعات سكنية في الظهران.
كل ذلك تغير فجأة مع الثورة الإيرانية، حيث ظهر تنافس على إثبات أي بلد يستحق أكثر أن يقود العالم الإسلامي. ونظراً لأن القادة الإيرانيين الجدد تعهدوا بتصدير ثورتهم الإيرانية وتقويض ما اعتبروه فساداً، وأمراء غير صالحين، عمدت السعودية إلى التصدي لأي شيء اعتبرته غير إسلامي.
وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير اقتحام واحتلال المسجد الحرام في مكة على يد مجموعة إسلامية منشقة، واهتز نظام حكم آل سعود في جوهره، وقرر توطيد أواصر الصلة مع الحركة الوهابية المتشددة وتوفير مساحة كبيرة لرجال الدين بها للحديث في شؤون الحياة مثل التعليم والعدل ومسائل اجتماعية أخرى.
أدى ذلك إلى ظهور نوع أشبه بسباق التسلح من أجل بسط النفوذ، إذ صدرت إيران والسعودية نسختيهما الخاصة بالإسلام وروجت لذلك في تنافس مباشر بينهما.
ويضم حلفاء إيران حالياً حزب الله في لبنان، وسوريا وفصائل مقاتلة في العراق، بالإضافة إلى اليمن والبحرين.
أما السعودية فتضم أغلب دول الخليج، وأمريكا وبعض الدول المتحالفة، وعلى ذلك، بدأت الاتهامات بين الطرفين بالتدخلات في شؤون الدول الأخرى، إلى أن تطورت حتى وقتنا الحالي.
المصدر: وكالات
شارك المقال: