Friday March 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ثلاثية الظهور على الشاشات!

ثلاثية الظهور على الشاشات!

جوان ملا

 

لم يعدْ مهماً أن تكون خريجاً أكاديمياً، وليس من الضروري أن تتعلم أساسيات التمثيل أو الغناء أو التقديم، ولا يهم إن كنت شخصاً لا يمتلك خبرةً في هذه المجالات.

مؤخراً بات من الواضح أن الظهور على الشاشة لم يعد بحاجة لكل هذا، وعليك فقط أن تكون جميلَ الشكل بهيَّ الطلة، تشتري الثياب الفاخرة "الماركات" وتلعب في النادي الرياضي لتصنع العضلات وتسوّق لنفسك على أنك "موديل ـ إعلامي" أو "موديل ـ ممثل"، وستفتح لك الشهرة أبوابها ويتهافت عليك المنتجون والمخرجون بقليلٍ من العلاقات الاجتماعية  وبعضٍ من التنازلات و"واسطة" لتجد نفسك بين ليلةٍ وضحاها النجم الصاعد.

وطبعاً لا يقتصر هذا الأمر على الشباب، فأنتِ أيضاً عزيزتي الأنثى، ما عليكِ سوى أن تهتمي بشكلك وببشرتك وتنفخي ما يمكن نفخه وتصنعي أسناناً بيضاء تتوهّج أمام الناس، وتهتمي بإطلالاتك على السوشال ميديا، بالإضافة إلى حركات إغراء معينة تركّز على تلك الأشياء التي نفختِها، وكلمة دلع من هنا ولباس مكشوف من هناك وستجدين نفسك معتليةً قمة المجد، لتفتح أمامكِ الشاشات والقنوات بواباتها وتصبحين حديث الناس، لا يهم إن كنتِ لا تستوعبين المهنة التي تقدمينها، فحتماً ستجدين "مسّيحي الجوخ" في كل مكان يتهافتون عليكِ لينالوا رضاكِ، وستعملين على إبقاء الخريجات الأكاديميات في بيوتهنّ باعتبار أن أجركِ قليل وقنوعة بما أعطاك إياه الله.

هذا هو واقع الحال الذي وصلت إليه الدراما والتلفزيون والسينما والتقديم الإعلامي وأصبح كل شيء يأتينا عبر الشاشات اليوم مملوءاً بالبوتوكس والعضلات المصنوعة في نوادي الرياضة مع "فينير" لا يرحم، وبنطال مشقوق أو تنّورة قصيرة، والأنكى من كل هذا أن هناك منتجين وإعلاميين يهللون لهؤلاء الأشخاص الذين دخلوا فجأة على الشاشة دون سابق إنذار.

لكن حقيقةً هناك مواهب قوية لم تدرس الإعلام أو التمثيل أو الغناء أكاديمياً إنما استطاعت أن توصلَ صوتها وموهبتها بعد تعبٍ ومجهود كبير مثابِرةً على بذل الجهود حتى تصبح نجمةً كبيرة وقائمة أسماء الأشخاص الذين قاموا بذلك تطول، إنما الآن قد اختلفت معايير الزمن، فلم يعد يخرج من هذه المواهب الجديدة من غير الأكاديميين إلا حالةً أو حالتَين يُعَوَّل عليهما، أما باقي ما تبقى فهم مجرد "تعبئة هوا" فقط.

الاعتماد على الجمال والشكل و"الستايل" هو حالة مؤقتة حتماً، وفقاعة لا بُدّ لها أن تزول، فلن يبقى في الساحة الفنية والإعلامية في النهاية سوى من عَمِل واجتهد وأثبت نفسه بعمله لا بجسده وثيابه، ولن يذكر الأرشيف الفني مستقبلاً مَن جاؤوا ليعرضوا مفاتنهم إلا ليعتبرهم أشخاصاً حاولوا أن يصلوا لمكانٍ ما ولم يستطيعوا.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: