Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

تغريدتان مختلفتان.. أردوغان بالأولى "فاتح" والثانية "منفتح"

تغريدتان مختلفتان.. أردوغان بالأولى "فاتح" والثانية "منفتح"

بعد القرار المثير للجدل، أثارت تغريدات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على "تويتر"، عن تحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد جدلاً كبيراً حول اللهجة الخطابية المتقلبة لأردوغان. 

واعتبر البعض تغريدة أردوغان "بازدواجية في التخاطب" بين ما يريد إيصاله للغرب من هذه الخطوة، في مقابل ترسيخ صورة "الفاتح" أمام المجتمع العربي.

واختار حساب الرئاسة التركية الناطق باللغة الإنكليزية أجزاء أكثر انفتاحاً من خطاب أردوغان أثناء إعلان قرار تحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد، حيث نقل الحساب عن أردوغان قوله: «أبواب آيا صوفيا ستكون، كما هو الحال في جميع مساجدنا، مفتوحة للجميع، سواء كانت أجنبيا أو مواطنا، مسلما أو غير مسلماً».

كما نقل الحساب عنه: «بمكانتها الجديدة، ستواصل آيا صوفيا، التراث المشترك للبشرية، احتضان الجميع بطريقة أكثر صدقًا وأصالة»، مضيفاً: «بالتأكيد، سوف نرحب بكل الآراء المعبر عنها بشأن هذا الأمر على الساحة الدولية. ومع ذلك، فإن الغرض من استخدام آيا صوفيا هو مسألة حقوق تركيا السيادية».

كما ذكر نقلاً عنه: «فتح آيا صوفيا للعبادة باتباع لائحة جديدة هو مجرد ممارسة لحقوق سيادة بلادنا، الحق في تحويل آيا صوفيا إلى مسجد يتماشى مع ميثاق تأسيسها. سنقبل جميع المواقف والبيانات المتعلقة بهذه المسألة بخلاف التعبير عن الآراء على أنها انتهاك لاستقلالنا، مثلما لا نتدخل نحن في تركيا في القرارات المتعلقة بأماكن العبادة في دول أخرى، نتوقع نفس الفهم حول حماية حقوقنا التاريخية والقانونية».

ومع هذا الخطاب المتعاون والمنفتح، استخدم الحساب الموثق لأردوغان الناطق باللغة العربية لغة حادة وعبارات مختلفة عن تلك الإنكليزية، وكأنه يدافع عن الأماكن الإسلامية المقدسة وعن المسلمين وكأنه اتخذ هذا القرار نصرة لهم.

ونقل حساب أردوغان عنه التصريحات التي تتعلق بأنها "بداية عودة" المسجد الأقصى ونصرة المستضعفين من المسلمين، ولم يأت على ذكر أنه مكان للتراث البشري وقيمته الإنسانية.

وذكر الحساب: «إحياء أيا صوفيا من جديد هي بشارة نحو عودة الحرية للمسجد الأقصى، إحياء آيا صوفيا هو بداية جديدة للمسلمين في جميع أنحاء العالم من أجل الخروج من العصور المظلمة، إحياء آيا صوفيا لا يمثل عودة الأمل للمسلمين فقط بل أيضا لكافة المظلومين والمضطهدين والمسحوقين والمستغلين»، وفقاً لأردوغان. 

وتابع الموقع نقلاً عن الرئيس التركي: «إحياء آيا صوفيا هو سلام مرسل من أعماق قلوبنا إلى كافة المدن التي ترمز لحضاراتنا بدءاً من بخاري وصولا إلى الأندلس، هذه الصورة هي أفضل رد على الهجمات الشنيعة التي تستهدف قيمنا الرمزية في كافة أنحاء المناطق الإسلامية».

وعلى ذلك، اعتبر الباحث والكاتب التركي إسلام أوزكان أن «أردوغان يخاطب العالم العربي والإسلامي بوجه والعالم الغربي بوجه آخر مناقض له تماماً»، مشيراً إلى «أن اختلاف التصريحات بين حسابي أردوغان والرئاسة التركية يدل على "ازدواجية خطاب أردوغان».

وأوضح في تصريح لوسائل إعلام عربية «أن أردوغان عندما يخاطب الغرب يتحدث بطريقة تظهره كرجل مصالح مسالم حضاري، يحاول بناء حضارة لبلاده، ولكن عندما يتحدث إلى العرب والمسلمين يظهر الوجه الآخر، فهو يحاول استغلال بعض العناصر والقضايا الدينية والتي كان آخرها تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، لأغراض سياسية».

وأكد أن «أردوغان بالرغم أنه لم يعلن أنه خليفة وأمير، إلا أنه يحاول أن يفرض ذلك على العرب والمسلمين، ودائما ما يشير في خطابه إلى أنه هو المدافع عن المسلمين والإسلام».

وأشار أوزكان إلى أن «هذه الطريقة والازدواجية في الخطاب ليست جديدة على أردوغان، فمنذ 20 عاماً وهو يتبع نفس الأسلوب، فعندما يسافر إلى المناطق الكردية يتحدث عن حقوقهم وبطريقة ديمقراطية، لكن عندما يعود إلى أنقرة يتحدث بلغة قومية مختلفة تماماً».

 

 

 

 

 

المصدر: وكالات

شارك المقال: