Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

تفجيرات الشرقية.. من المستفيد ؟!

تفجيرات الشرقية.. من المستفيد ؟!

 

تبنى تنظيم "داعش"، اثنتين من التفجيرات التي ضربت يوم أمس محافظة الحسكة، الأول الذي تم من خلال تفجير سيارة مفخخة بالقرب من كنيسة "السيدة العذراء"، في مدينة القامشلي وأدى إلى إصابة 11 مدنيا، والثاني أدى إلى مقتل 4 من عناصر "قوات سوريا الديمقراطية"، بتفجير عبوة ناسفة على "طريق الخرافي"، بالريف الجنوبي للمحافظة، فيما بقيت هوية الجهة التي نفذت فجيرات الدراجات النارية الثلاثة التي استهدفت نقاطاً لـ "قسد"، في كل من حيي "الصالحية – الكلاسة"، وتفجير رابع استهدف حاجزا بالقرب من مدرسة "عدنان المالكي"، في حي "تل حجر"، مجهولة حتى الساعة.

التفجيرات التي أثارت رعب السكان في المحافظة، أعادت للذاكرة سلسلة الأعمال الدامية التي شهدتها مدينة القامشلي، وسط تساؤل حول الفائدة من كاميرات المراقبة وكثافة الحواجز التي تنشرها "قسد"، في مناطق انتشارها في المحافظات الشرقية، فالتفجيرات التي تستهدف كل من "الرقة – الطبقة – ريف دير الزور الواقع إلى الشرق من نهر الفرات"، ووصلت إلى مدينة الحسكة، تعني بالضرورة فشل لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، على المستوى الأمني، مقارنة بحالة الهدوء المطلق التي تشهدها المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية من المحافظات الثلاث، وهذا يفضي إلى أحد احتمالين.

الأول يؤكد أن "قسد"، لا تمتلك القدرة على حماية المدنيين، برغم الهالة التي تصدر عنها في وسائل الإعلام الأوروبية التي تدعمها،  أما الاحتمال الثاني، فإن الإبقاء على وجود ثغرات أمنية في المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، بما يمكن تنظيم "داعش"، من تنفيذ عملياته، يصب في مصلحة "قسد"، نفسها التي تحاول تحصيل الدعم الدولي لشرعنة وجودها في المنطقة بحجة "منع عودة تنظيم داعش"، وهي الحجة ذاتها التي تنفذ من خلالها عمليات الاعتقال العشوائي في المناطق التي تسيطر عليها في ريف دير الزور.

إن عودة التفجيرات بزخم كبير إلى المناطق الشرقية من سوريا، يمهد لمرحلة جديدة من الصراع الدامي بين "قوات سوريا الديمقراطية"، وأعداء مفترضين تخلقهم وفقا لذات السياسية التي تقوم عليها اقتصاديات الولايات المتحدة الأمريكية، وهي "البحث عن عدو"، الأمر الذي يسهل على "واشنطن"، التدخل العسكري في العديد من الملفات ذات الثقل الاقتصادي، وأقرب الأمثلة الحاضرة في هذا الملف، هو ما تقوم به الإدارة الأمريكية في منطقة الخليج.

الشرقية تذهب نحو تصعيد متعدد الاشكال، فمع زيادة الحكومة التركية لعدد قواتها في المناطق المقابلة للحدود مع سوريا، تزداد التفجيرات، ولا يوجد خاسر في أي حال إلا المدنيين الذين يقعون ضحايا لصراعات "قوات سوريا الديمقراطية"، مع خصومها.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: